Tuesday, October 8, 2019

حكايات غاضبة

في الأفق أسمع أصواتا غريبة

تروي حكايات عجيبة

 تعزف أصداء حزينة

فيها كثرت ألحان البكاء  

 ومواويل معزوفة من أنين الفراق

تتلوها زغاريد الاحتفال بجنون العقلاء

احتفاء بأفول كل الأضواء في الأرض والسماء

في وطني حكايات تجر معها كل الذهول

تحلَّلُ بمناهج لا تفرق بين الفروع والأصول

ينوب فيها عن الواقع الخيال والمجهول

 يطول فيها الخريف وتقصر باقي الفصول

لها ربيع أصاب كل زهوره الذبول

حكايات تَقْتُلُ فيها الألغاز كل الحلول

حكايات لا سماء لها ولا جبال ولا سهول

لا طريق مرسوما ولا خطا للوصول

لها راو يسرد حكاياته  للأرواح  الحائرة

حكايات مأخوذة من مكتبات الحضارات الغابرة

مات جل أبطالها من بطش الجبابرة

فيها التقى الإغريق بالرومان  والبرابرة

 حكايات عاشت شخصياتها حروب الثراء

عرفت أسواقها موت الرخاء

حتى أصبح الغلاء سيفا فوق أعناق الفقراء

حكايات همش فيها الكرماء وكرِّم البخلاء

وفوق الأبرياء أقيمت المحافل للأغبياء

فيها خلد العلماء في سجلات الفناء

حكي أفْزعتِ الأدباء غرابة أخباره

وأرهق آخرون الحفر في آثاره

ومنهم من قتل لاكتشاف أسراره

حكي يطلب التريث من العجل

يدخل في سم الإبرة الناقة والجمل

ويرسم في الأفق القاتم بعض الأمل

حكي  يجمع بين المتاح والمستحيل

حكي ينادي الضمير اصح أيها الضرير

 ألم ترى أن الجبال تتشابه وكذلك المصير

ألم تدرك أن المخلوقات لها نفس المصير

فلا فرق بين الميت في الحرب وآخر فوق السرير

حكايات تشكل لعبتها من خيوط البزوغ والأفول

 تلك التي تاب من غرابتها إبراهيم الرسول 

The post حكايات غاضبة appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام https://ift.tt/2AR5u9j
via IFTTT

تداعي الشبهة والشهوة على الأمة.

       تعتري الكائن البشري عاهات مرضية، سرعان ما تتفشى في كيانه كالداء العضال، وتسري في وجدانه كالوباء الفتاك. وذلك جراء انتشار التيارات الهدامة، وزحف العوامل المغربة؛ والتي تلحق العقل التائه وتتسلل إلى القلب الغافل. وهي وإن كانت رياحا عابرة وأمواجا جارفة، فإنها سرعان ما تخلف الخسائر البالغة، والعاهات المستديمة. فلا يستهين من خطورتها، ولا يقلل من أهميتها، ولا يتساهل مع هيمنتها، إلا المغلوب على أمره، أو المغبون في أموره.

       هذه الآفات جذور فكرية دخيلة وأخرى عقائدية معيبة، سرعان ما تنتج الثمار الفاسدة والفروع المشوهة. والتي تحتاج إلى توضيب مبكر لتتقوى وتشذيب مرافق لتستقيم، علاوة على حاجتها إلى بيئة ملائمة ومناخ مناسب، تشرف عليهما الأطر المؤهلة، والكفاءات المدربة التي يوكل إليها حفظ المتون من الشذوذ، وحماية الأصول من العلل، وصيانة النفوس من الغرور.

       إن الشبهة وآفاتها، والشهوة ولهفتها، من أصول العاهات التي شكلت الخطورة على استمرار الحضارات واستقرار الأمم. فإن أُشْرِب القلب الشبهة وأُشْبع العقل الشبهة ساد الجهل في المجتمع واختفت الحكمة، وإن أشبع العقل الشهوة عم الهوى في الحكم والأحكام. بل هما وقود الفتن بأشكالها، وبذور الفساد بأنواعه، وجذور الظلم بأصنافه.

       كيف لخير أمة أخرجت للناس، أن تؤم سائر الأمم، وأبدان أفرادها تتألم، وبلدانها تتناحر؟ ألم يأن للعلماء أن يَجْلُوا الشبهة ويُجِلُّوا الحكمة؟ وللأمراء أن يُفْطموا من شهوة الحكم، ويقلعوا عن شهرة التحكم، ويتخلوا عن شراهة الجور في الأحكام؟  

       يفترض حل هذا الإشكال، شمولية المسؤولية في إخفاق الأمة بين خاصتها، من العلماء والأمراء، وعامتها. وأي تجزيء لها يجانب- في نظري- الموضوعية ويتجاوز الواقعية. فاتباع الشبهة بعد شيوعها اختيار وليس قرارا, وأن جشع الشهوة قناعة وليس قدرا. فإن عمت الحكمة ماتت الشبهة، وإن سادت القناعة غابت الشهوة؛ فالأمر يتوقف على الفعل المجتمعي وعلى إرادته في التغيير، كما قال تعالى:﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾[1]، فماذا لو قرر هؤلاء القوم التطبيع مع الشبهة، واقتنعوا بالارتماء في أحضان الشهوة، أ تكون لهم الإرادة في التغيير؟ أم تراهم انتقلوا من مرحلة استهلاكهما إلى مرحلة استثمارهما، بل استغلالهما؛ فربما كانت هذه الأحوال عدوى متوارثة بين الأجيال، بل متناقلة بين النخب والعامة.       

الشبهة آفة الأحكام:

       هناك شبهة تلحق رواية المتون، وأخرى تعيق درايتها. فأما الأولى فهي صناعة أجنبية دسها الاستشراق لاحقا والإسرائيليات سابقا للنص، بينما الثانية صياغة محلية للفهم القاصر لما بين السطور. قال تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِْ[2]. فابتغاء الفتنة تصدر من القلب الزائغ الذي أشرب الشبهة، والشاهد على هذا قوله ﷺ: « إنَّ الحلال بيِّنٌ، وإنَّ الحرام بيِّنٌ، وبينهما أمور مُشتبهات لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس، فمَن اتَّقى الشُّبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومَن وقع في الشُّبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يُوشك أن يرتع فيه، ألا وإنَّ لكل ملكٍ حمى، ألا وإنَّ حمى الله محارمه، ألا وإنَّ في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسدُ كله، وإذا فسدت فسد الجسدُ كله، ألا وهي القلب»[3]. فصاحب القلب السليم لا يقع في الشبهات، بل كيف يقع فيها وهو قد انكر الفتنة، كما قال رسول الله قوله ﷺ:« تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ»[4].

      وبناء عليه، فإن حركة القلب ودورانه لا يستويان ولا يستقيمان، إلا على محور ثابت، ووجهة مقصودة، وتصور واضح. وفي هذا إشارة إلى ” أن صلاح حركات العبد بجوارحه، واجتنابه للمحرمات واتقائه للشبهات بحسب صلاح حركة القلب، فإن كان قلبه سليما ليس فيه إلا محبة الله، ومحبة ما يحبه الله، خشية الله، وخشية الوقوع فيما يكرهه صلحت حركات الجوارح كلها، ونشأ عن ذلك اجتناب المحرمات كلها، واتقاء الشبهات حذرا من الوقوع في المحرمات. وإن كان القلب فاسدا قد استولى عليه اتباع الهوى، وطلب ما يحبه ولو كرهه الله فسدت حركات الجوارح كلها وانبعثت إلى المعاصي والمتشابهات بحسب اتباع الهوى”[5]. ففراغ القلب البشري من هذه المعاني الجامعة، والمباني الجليلة يفسحان المجال للهوى أن يملأ هذا الفراغ. والفراغ هنا فراغان: فراغ المحتوى وهو نوع من الفقر المعرفي، والذي يمتلئ بالظن. وفراغ الفحوى وهو نوع من الافتقار إلى آليات التدقيق المعرفي لما يرد على العقل من المعارف والحقائق.

      وبالجملة، فتسلل الشبهة إلى القلب، من الرواية أو الدراية، يعد حقا رأس الفتنة، والتي بدورها اشتباه الحق بالباطل. فقد قال حذيفة بن اليمان– رضي الله عنه- :« لا تضرك الفتنة ما عرت دينك، إنما الفتنة إذا اشتبه عليك الحق والباطل، فلم تدري أيهما تتبع فتلك الفتنة»[6]. وعليه، فإن الشبهة تعيق الاجتهاد، وتنشط التقليد وتشجع التبعية، بل تشجع التملص من الأحكام الشرعية والنصوص والمقتضيات القانونية، والقيم الأخلاقية، والقواعد العامة.

      فحري بنا اتباع السنة النبوية الحكيمة، وسنة الله الحاكمة في تعاقب الزمان ودوران المكان، لاستثمار خصائص الشريعة الإسلامية، والدعوة إلى المطالبة بمقاصدها في دهاليز الحياة المعاصرة قبل ادعاء المحافظة عليها. فأين الدين الحنيف من الردة المعاصرة المجاهرة بالإلحاد؟ بل أين حق النفس التي تقتل من إملاق؟ وأي قيمة للعقل والعقلانية الآلية تُسير العالم بالأزرار وتختزله في الأيقونات؟ وأين النسل الصافي من الزنا المنظم والفاحشة المعلنة؟ وأين المال الحلال والربا هي الآمر الناهي؟ بل أين المسلمون من الإسلام؟ فلا نشك من أن وعد الله ناجز وبشارات نبيه ﷺ آتية لاريب، بل ندعو إلى ترتيب الأولويات في هذه المرحلة، وتوضيب البيت من الداخل للمرحلة الموالية، فصلاح الأبدان وإصلاح البلدان من مقاصد الأديان، بل الدين الذي قال عنه الديان الذي لا يموت:﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[7].

الشهوة معضلة الحكم:

      تفجر الشهوة، المكبوتة في الكائن المكلوم، قنبلة سلطان الشهرة ولغم شره السلطة. فتلك طفرة في الشهوة، وهي غير الشهوة الفطرية التي يختبر بها فلاح الإنسان من خيبته مصداقا لقوله تعالى:﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا[8]. فالنفس وعاء الشهوة، لذلك تتخذ صفات الوعاء الذي وضعت فيه: التقوى أو الفجور. والكائن البشري هو ذاك الوعاء الشفاف الذي تنكشف منه نفسه اللوامة أو الأمارة، بل يعرى الواقع المعيش دعوتها من ادعائها. فالنفس السوية تلهم التقوى بالتزكية، بينما نظيرتها في الخلق تلهم الفجور بالدس. وهنا تصريح واضح بأن التسوية تكون ظاهريا بالتقوى وباطنيا بالتزكية، وتلميح بأن الفجور والتقوى يدركان بالإلهام، أي ”من غير تعليم ما هو شر لتجتنبه، وما هو خير لتأتيه”[9]. فالإنسان العاقل السوي، وإن كانت تنازعه نشوة الفجور، ولذة التقوى التي ذاق طعمهما، فإنه عالم بنفسه بالإلهام، ومالك لزمامها، مدرك حاجتها الماسة إلى التقوى، وحجتها الواهية في الفجور. فإن شاء ألزمها بصحبة الأخيار، وإن شاء اختار لها رفقة الأشرار، فهو أعلم بأمر نفسه.

      أعظم وصف لأحوال النفس ومقامها، بعد الوحي الرباني، والخبرة النبوية ووصف الصحابة، ما نظمه الإمام البوصيري-رحمه الله-(608ه-696ه) في بردته الشهيرة (المسماة: الكواكب الدرية من مدح خير البرية)، والتي كتب الله لها الخلود من هجمات المغرضين الذين حاولوا هدم بنائها، والصمود من موجات الاقتباس الذي سلكه الشعراء والفنانون لمحو معانيها. قال رحمه الله:

والنفس كالطفل إن تهمله شَبَّ على       حُب الرَّضاع وإن تَفْطِمه يَنْفَطم.

فاصرف هـواهـا وحـاذر أن تُـوَلِّـيَـه         إن الهوى ما تولَّى يُصم أو يَصُم.

وراعـها وهي في الأعـمال سـائمـــــة         وإن هي استحلت المرعى فلا تُسم

كم حسّـنـت لــذةً للــمـرءِ قــاتـــلـــــةً         من حيث لم يدر أن السم في الدسم.

واخش الدسائس من جوع ومن شبع     فـرب مخمصــة شـر مــن التُّـخـَم

استفرغ الـدمع مـن عين قـد امتلأت       مـن المحـــارم والـــزم حمية الندم

وخالف النفس والشيطان واعصهما        وإن هما محّضــاك النصـح فاتهم.

فمن المفروض أن تعامل الشهوة تعامل الصغير غير المميز، والقاصر المضيع، والسفيه غير الحازم، تماما كما يتعامل مع ناقصي الأهلية في العبادات والمعاملات؛ أي أن تبقى حبيسة داخل الكائن الآدمي، حتى يفطم رضاعها، وتصرف شحنة هواها، وتحظى بالرعاية الخاصة، وبالعناية التامة حتى تكتمل أهليتها لتتحمل مسؤولية إبرام العقود، وتنفيذ الالتزامات، وأداء الواجبات وتحصيل الحقوق. إذ الشهوة الجامحة، بل الطفرة في الشهوة ماهي إلا الطريق المعبدة للفساد. وذلك بالنظر إلى جشع الهوى الذي سيطر على العقل وأعمى البصيرة، وكرّس الأنانية الجامحة، والشح المطاع، والرغبة الهائجة، والتي تسلك كل السبل حتى الملتوية، وتتخذ كل الوسائل ولو كانت محظورة لتحقيق النزوات وإشباع الرغبات. وهذا يعنى أن الشهوة تحاول أن تهيئ لنفسها كيانا مطواعا لا رقابة فيه، وكائنات طائعة كالعبيد، وأتباعا إمعة كالرقيق. فما لا تدركه الشهوة بالسطوة نالته بالسيطرة. باعتبار أن هناك مركز متخصص في الدماغ تلح على تحقيق هذه الرغبات، بأي وجه كان، من قبيل: اشتهاء النساء وما يلحق بهن من اشتياق الأبناء، ونشوة الأموال وما يرتبط بها من إنشاء الأعمال، مصداقا لقوله تعالى:﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ[10].

فقد أتبتت الأبحاث العلمية المعاصرة أن” في مخ الإنسان مراكز متخصصة لهذه الشهوات، تنشط وتتوهج وتجعل صاحبها لا يهدأ إلا إذا حصل عليها كلها أو بعضها، وأمكن رؤية هذه المراكز وهي تعمل من خلال تقنية “الرنين المغناطيسي الوظيفي”، وعليه، فإن من وضع هذه الشهوات هو الخالق سبحانه إذ هيأ في المخ مراكز محددة لكل شهوة.. هذه المعلومة لم تكن متاحة للمفسرين القدامى لذا نسب بعضهم حب الشهوات إلى الشيطان، إلا أن الطب الحديث أبعد نفسه عن المسائل الخلافية والتزم بالتجربة والمشاهدة..”[11]. والمتأمل لمنطلق الشهوات يستخلص أن منطقها سلطوي، وأنها مجبولة على السيطرة على الأمور، والتحكم في الأشياء، بل الحكم على العباد والبلاد بالأهواء، ولو تطلب الأمر تأليه الحاكم وتعبيد المحكومين. وبذلك تكون الشهوات تلك الأغلال التي يطوق بها الراعي المستكبر أعناق رعيته المستضعفة، بعد أن يلتف حوله مرتزقة من بطانة السوء من صناع الشبهات، ومن صاغة الشهوات الذين استمالوا الأمة واستخفوها كما في قوله تعالى:﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا[12]، والنتيجة المحتومة للانسياق للشهوات هي ما ذل عليه قول الله عز وجل:﴿ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا. إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا[13].

وتأسيسا عليه، فإن هناك ارتباط واقعي، ونسق موضوعي، بين ضياع قيام الحكم العادل وإضاعة إقامة الصلاة، كما أخبر بذلك رسول الله ﷺ:« لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا: الحُكْمُ، وَآخِرُهُنَّ: الصَّلَاةُ»[14]، أما وإن الحكم في بلاد الإسلام قد انحرف مبكرا، وأن خاصة المسلمين قد تثاقلت عليهم الأحكام الشرعية، وأن عامتهم ساهون عن صلاتهم؛ فربما لم يبق للإسلام إلا المظاهر الشكلية بعد طمس الأسس الجوهرية، كما أن المسلمين أصبحوا لا يمثلون الإسلام، بعد أن خطف منهم غيرهم بعض الأدوار الدولية، واْنتُزع منهم بعض الصفات الدعوية.

ختاما، فإن الشبهة تدعت على الأمة في الأفكار، فأفرزت تفكيرا يزدري الأحكام الشرعية ويقلد الأجنبية. وأن الشهوة قد تداعت على الأشخاص، فنتج عنها التبعية للأغيار. وحال الأمة اليوم لا يخلو من وضعين: إما تقليد للأحكام الجاهزة، وإما تبعية للحكم الجائر. فأين هذا الحال المنحط للأمة من مقامها في خيريتها في الأمم السالفة، وإمامتها للأمم اللاحقة؟ بل أين صفوة العلماء ليحرروا الأحكام الشرعية من اشتباه الفتوى  وشبهات الفتنة، وأين الأمراء العدول ليتصدوا لشهوات الأغيار في الحكم ونزوات الأشرار في التحكم، بل أين القدوة الحسنة والقيادة العادلة لتتعلق بهما عامة الأمة؟  

 

 

 

[1] – سورة الرعد : 11.

[2]– سورة آل عمران : 7.

[3]– أخرجه البخاري، كتاب البيوع، باب الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات (3/ 53)، رقم: (2051) ومسلم، كتاب الطلاق، باب أخذ الحلال وترك الشبهات (3/ 1219)، رقم: (1599).

[4]– أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا وأنه يأرز بين المسجدين، ح(144).

[5] – ابن رجب الحنبلي (736هـ-795هـ): جامع العلوم والحكم، في شرح خمسين حديثا من جامع الكلم. طبعة 1992م، دار الفك، لبنان، ص73.

[6]– مصنف ابن ابي شيبة، كتاب الفتن، ح(180)،ج (8).

[7]– سورة آل عمران : 85.

[8]– سورة الشمس: 7-10.

[9]– جماعة من علماء التفسير، المختصر في تفسير القرآن الكريم، ط5، 1440هــ، مكة المكرمة، ص595.

[10]– سورة آل عمران: 14.

[11]-السباعى حماد:” الشهوات.. أنواعها ومواقعها في المخ”، صدى البلد،     https://www.elbalad.news، الخميس 12/يوليه/2018 – 09:58 ص.

[12]– سورة النساء: 27.

[13]– سورة آل عمران: 14.

[14]– أخرجه أحمد في مسنده ح(22160)، وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» ح(5075).

The post تداعي الشبهة والشهوة على الأمة. appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام https://ift.tt/2AR5syd
via IFTTT

حكايات غاضبة


via منار الإسلام https://ift.tt/2AR5u9j

تداعي الشبهة والشهوة على الأمة.


via منار الإسلام https://ift.tt/2AR5syd

العلامة المغربي عبد اللطيف كسوس في ذمة الله.. ويُقبض من العلم رجل

انتقل إلى جوار ربه أمس الإثنين 09 صفر 1441 الموافق 08 أكتوبر 2019 بمدينة طنجة العلامة الجليل عبد اللطيف جسوس رحمه الله.

الراحل رحمه الله من مواليد عام 1353 هـ / 1933 م بمدينة تطوان بالمغرب، حفظ القرآن القرآن في أول مراحل تعلمه، ثم درس الابتدائي بمدرسة الأهلية بتطوان، والثانوي بمدينتي طنجة والرباط، واستكمل تعليمه العالي بالمغرب عن كبار الفقهاء والعلماء في علوم الشريعة وخصوصا الحديث والفقه والأصول.

رحل رحمه الله بعد مسيرة علمية زاخرة بالعلم  والعطاء، وقول الحق ونصرة أهله، والدعوة إلى الله تعالى، فهو أحد أعلام الفكر الإسلامي (عضو المكتب التنفيذي في “نادي الفكر الإسلامي)، وأعلام الفقه والحديث، فضلا عن مواقفه وجهوده المشرفة في تصحيح مسار الدعوة الإسلامية.

أصدر رحمه الله مجموعة من التعاليق بعنوان: “التصوف مقام الإحسان”، وأسهم –مع أخوين- في إصدار مجلة “البلاغ” الإسلامية، كما أصدر عددا من المؤلفات في علوم الشريعة والفقه السياسي والرقائق، من أبرزها: “في الحكم بما أنزل الله” و”أزمة أمانة” و”وظيفة العلماء” و”علماء السلف وعلماء الخلف”، و”الإسلام والأحزاب السياسية”.

رحم الله الفقيد، ورفع قدره، وجعله من العلماء الوارثين المنعم عليهم مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

The post العلامة المغربي عبد اللطيف كسوس في ذمة الله.. ويُقبض من العلم رجل appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام https://ift.tt/2oqkEiZ
via IFTTT

العلامة المغربي عبد اللطيف كسوس في ذمة الله


via منار الإسلام https://ift.tt/2oqkEiZ

Sunday, October 6, 2019

التراث الأدبي العربي:


via منار الإسلام https://ift.tt/2o70RoR

التراث الأدبي العربي:

لقد حظي التراث الأدبي، العربي، باهتمام النقاد والمفكرين، من مجالات معرفية مختلفة، مما استلزم إعادة قراءته، والتفكير فيه، بشكل دائم وجديد؛ لأنه يشكل الوعي بالذات والهوية، والمستقبل. الأمر الذي جعل تحديد مفهومه، يختلف باختلاف التوجهات، والاهتمامات. فما هو التراث؟ وما هي أبرز خصائصه ومكوناته؟ وهل يمكن تجديده وجعله معاصرا لنا؟ وكيف يمكن قراءته وفق التصورات الحداثية؟

إن التراث العربي المقصود، هو الذي كان في المشرق والمغرب العربيين، في الفترة التي حمل فيها العرب والمسلمون مشعل الحضارة؛ أي فترة ما قبل عصر النهضة الأوربية.

يرى عبد السلام بنعبد العالي أن تجديد التراث من الداخل لا يتسنى إلا وفق ثلاثة أبعاد: “نقد التراث، ونقد الحداثة نفسها، والكشف عن نسبية شعارها، ثم التأصيل الثقافي للحداثة في فكرنا ووعينا”. والتحديث ـ حسب بنعبد العالي ـ لا يعني القطيعة مع الماضي، بل يعني الارتقاء بطريقة التعامل مع التراث، وجعله يتوافق مع أفق انتظار العصر الراهن؛ لأن الذهنية الحديثة، تخالف تماما الذهنية التي كانت تسود التراث، ثم إن مخاطب التراث يختلف عن المخاطب الحديث، كما أن قضاياه ليست هي القضايا الراهنة. ولذلك يجب “الانشغال بالتراث لتقويم اعوجاج وإعادة تأويل، بحيث لا يقصد التراث لذاته، وبحيث يكون المخاطبين هم المحدثين بيننا الذين يوظفون التراث ويؤولونه كما يحلو لهم. هنا يغدو التراث قضية من القضايا المعاصرة، ويصبح الانشغال به هما معاصرا لا تنقيبا في الماضي… ذلك لأن قضايا التراث ليست قضايانا. ولكن التراث قضية من قضايانا”. وهو نفس الطرح الذي ذهب إليه “محمد عابد الجابري“، إذ يرى أن كلمة “تراث” تحمل مضمونا وجدانيا وإيديولوجيا، لم يكن حاضرا، لا في تفكير أهله في زمنه، ولا حتى في الثقافة الغربية الحديثة، التي نستورد منها المصطلحات والمفاهيم. وبالتالي يرفض الجابري الانصراف بالكلية إلى التراث، كما يرفض الانسلال عنه كليا، ويرى أنه ” من الناحية المبدئية لا يمكن تبني التراث ككل لأنه ينتمي إلى الماضي ولأن العناصر المقومة للماضي لا توجد كلها في الحاضر، وليس من الضروري أن يكون حضورها في المستقبل هو نفس حضورها في الحاضر”. ومن ثمة لا بد من القراءة النقدية للتراث، التي تجعلنا “نتعامل معه بموضوعية ومعقولية، بمعقولية؛ أي بطريقة تجعله معاصرا لنا كل المعاصرة، وذلك عن طريق وصله بنا. بموضوعية؛ أي بجعله معاصرا لنفسه، بما يقتضي فصله عنا. وإن هذا الأمر لن يتحقق إلا بإجراء “حوار نقدي” و”حوار عقلاني” مع التراث.” لكن هذا النقد يقتضي التزود بالمستجدات المنهجية، والثقافية، حتى لا يعاد اجترار القديم. وأما “عبد الكبير الخطيبي“، فهو على النقيض مما ذهب إليه “الجابري”، فالتراث بالنسبة إليه “ليس هوية واحدة ميتافيزيقية، وإنما هو بالأحرى تعدد لا نهائي، وبداية لا تحيل إلى أصل مطلق، هذا من نوع التعدد الذي يخارج الوحدة ويماحكها، فالتراث حقا هو الهامش والمنسي والمكبوت في التراث”. إن العمل على تطوير التراث بما يتماشى مع المعاصرة لا يعني رفضه بالضرورة، وإنما يعني إعادة فحصه، لمعرفة ما قيل فيه، وما يستفاد منه.

وأما سعيد يقطين، فيشبه التراث ب “كتاب الصور الذي تجمع فيه العائلة صور أفرادها في مراحل مختلفة ومتباعدة. بعد مرور زمن طويل، لو أتيح لكل فرد أن يرى كتاب الصور هذا، لكان لكل منهم تصور خاص يشكله عن نفسه وعائلته بناء على ما انتهى إليه إدراكه وعلمه بالأمور في عوالم جزئية وأخرى كلية، خاصة وعامة. ويتباين هؤلاء الأفراد في زوايا النظر وأبعاده. وتختلف بذلك رؤاهم إلى ذلك العالم الأيقوني.” وبهذا يكون “سعيد يقطين” قد طرح تباين واختلاف طرق التفكير، والقراءات حول التراث، وسعى إلى قراءته بأدوات، وأسئلة جديدتين، وبوعي جديد، ولغايات جديدة، متسائلا: “لماذا نبحث ـ الآن ـ في نصوص قديمة؟”. وهو سؤال مشابه لسؤالين وضعهما “عبد الفتاح كيليطو”: “كيف ندرس الأدب الكلاسيكي؟… ما هي علاقتنا بالأدب الكلاسيكي؟ “. إن هذه الأسئلة وغيرها، رغم بساطتها فهي مهمة وعميقة، تحمل قلقا معرفيا، وتدفع الباحثين في التراث العربي، إلى إعادة النظر في أدواتهم المنهجية، ومنظوراتهم المعرفية، وغاياتهم المرجوة. إنها خلخلة للتصورات التقليدية للتراث، بل، وحتى بعض التصورات الجديدة. إن الاهتمام بقراءة التراث في الخطاب النقدي المعاصر، تعكس مدى أهمية هذا الإرث الإنساني، في ظل التحولات الثقافية التي يعرفها العالم. لذلك فقد ترددت جل الدراسات بين مفاهيم: التراث/ الحداثة، القديم/ الجديد، الأصالة/ المعاصرة.

ونظرا لأن مجالاته عديدة ومتنوعة، يصعب حصرها، فإن مفهومه ظل ملتبسا وعصيا على التحديد، فهو يعني كل ما خلفه العرب والمسلمون، قبل عصر النهضة، ويشمل الآثار العمرانية والعادات والتقاليد، والحكايات الشفهية، والنصوص المكتوبة. الأمر الذي حذا بالدارسين أثناء دراستهم، إلى تحديد التراث في بعد من أبعاده المتعددة، كما هو الشأن مع “عبد الفتاح كيليطو”، الذي، اهتم بالتراث في بعده السردي. رغم أن السرد هو الآخر لا حدود له؛ يشمل خطابات كثيرة، ومتنوعة. يصرح “رولان بارث”  قائلا: “يمكن أن يؤدى الحكي بواسطة اللغة المستعملة شفاهية كانت أو كتابية، وبواسطة الصورة، ثابتة أو متحركة، وبالحركة، وبواسطة الامتزاج المنظم لكل هذه المواد، إنه حاضر في الأسطورة والخرافة والأمثولة والحكاية والقصة، والملحمة والتاريخ والمأساة والدراما والملهاة، والإيماء واللوحة المرسومة..”. وهو ما نجده في بعض أعمال كيليطو، عندما يعثر على حكايات نائمة في كتب اعتبرها الدارسون بعيدة عن المجال السردي، كما هو الحال مع كتاب “أسرار البلاغة”، “للجرجاني”. إن السرد كما يقول كيليطو: “شر لا بد منه”. إلا أن للسرد العربي صيغه ومقوماته، “السرد الكلاسيكي والشعبي يحرص على احترام افتتاحية معينة تتكرر بصفة ملحوظة. وإن شيئا من التفكير يجعلنا نعتقد بأن السرد القديم يحترم كذلك خاتمة معينة تؤكد نهاية الحكاية وتثبت أهمية الإطار”.

إن القراءة النقدية للتراث قراءات، وجهت اهتماماتها لأنواع السرد العربي الكلاسيكي. يشير سعيد يقطين إلى بعض الاجتهادات المبذولة في هذا المجال، ” والتي كان لها آثار مهمة في معالجة بعض جوانب السرد. أقصد أعمال محمود طرشونة حول المقامات وأدب الشطار، ودراسات عبد الفتاح كيليطو عن المقامات… ولا يمكن لهذا النوع من الدراسات الجادة إلا أن يتطور في سبيل تعميق فهمنا وإدراكنا لتراثنا السردي”؛ إنها دراسات حاولت أن تعيد الاعتبار، للنصوص المنسية، والمهمشة، في تراثنا السردي، وتلفت النظر إليها، بوسائل وطرق جديدة. إنها قراءات تعيد إنتاج هذه النصوص، رغم الابتعاد الزمني الذي يفصلها عنا. فهل يعتبر السرد نصا صالحا للقراءة؟ أم أن للنص حده وأحكامه؟

The post التراث الأدبي العربي: appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام https://ift.tt/2o70RoR
via IFTTT

Saturday, October 5, 2019

موسم الهجرة إلى الكتب

 

    إن الحديث عن هذه الكائنات الغريبة  التي تدعى: “الكتب”! لايهم إلا من أغلق على نفسه باب الدنيا وفتح باب المكتبة وقال: هذا مغتسل بارد وشراب!.. فقيمة الكتب تكمن فيما تحمل بين دفتيها لا فيما يقال عنها، أيا كان القائلون كما يقول نيتشه،وآية ذلك أنك تسمع بعضهم يمدح كتابا بما ليس فيه حبا وهياما وقد يكون تعصبا فإذا تناولت الكتاب لم تجد فيه ما يدعو إلى كل هذه الجبلة … 

   فحـُق لهذا الكائن العجيب أن يكون له عشاق متيمون لايبغون عنه حولا ولا يرضون عنه بدلا! فتجدهم ينفقون سائر نهارهم وشطرا من ليلهم يسبرون أغواره بكل أناة وحلم! فهذا شيخ المحققين عبد السلام محمد هارون (رحمه الله تعالى) يحدثنا في كتابه “تحقيق النصوص ونشرها” أنه قرأ كتاب الحيوان للجاحظ سبع مرات   لتحقيقه ورجع إلى 290 مرجعا! وقد أثر عن أحمد بن حنبل(رحمه الله) أنه سئل:”إلى متى تستمر في طلب العلم وقد أصبحت إماما للمسلمين؟ فقال:” من المحبرة إلى المقبرة” فهذا حال السلف الذي ربط القراءة بالحياة وكانت أنفسهم على الأوقات محفوظة ! حتى قيل: إن الصاحب بن عباد كان يصطحب معه جمالا تحمل له الكتب في رحلته.  

  غير أن الكتب درجات ومنازل تماما مثل باقي بني البشر، منها ما يصلح للتسلية وتجزية الوقت، وهذا دأب الروايات والقصص البوليسية…وأخرى لإجالة النظر وإعمال العقل ككتب الشريعة والفكر واللغة، فإذا جدت النفس تناولت كتابا في  العلوم والفنون، وإن أصابها فتور حنت إلى جلسة في ضيافة روائع: المنفلوطي والرافعي والعقاد وطه حسين..

فالقراءة  مادة التفكير الذي يعتبره العقاد في أحد أسفاره (الماتعة) فريضة إسلامية. وقد سُئل فولتير عمن سيقود الجنس البشري، فأجاب: “الذين يعرفون كيف يقرؤون”.

    لكن الكل يحضك على القراءة؛ فالذي لايقرأ لايستطيع أن يعيش في خضم هذا العالم الصغير الذي لامكان للأمي فيه، حتى فكر الناسُ وجعلوا للقراءة يوما عالميا مشهودا! (24 أبريل). لكنه يراودك سؤال مؤرق للغاية؛ ماذا أقرأ؟ ومن أين أبدأ؟، فقد ذهب الناس في هذا مذاهب شتى، فقال بعضهم:” إقرأ  كل شيء…حتى وإن تعلق الأمر بقراءة كتب الطبخ وتفسير الأحلام وكيف أصبح غنيا في خمسة أيام…” والحقيقة عندي: :”لاتقرأ إلا مايستحق أن يُقرأ، وإياك أن تقع في شَّرَك ” الكتب الأكثر مبيعا في العالم” فتهذر وقتك الثمين في غير طائل”. واعلم (رحمك الله) أن الكتب نوعان: نوع يدعوك إلى الجنة وفردوس التفكير، ونوع  لا يفرقك حتى تبذل حشاشة عقلك فتهلك! كما يفعل رفقاء السوء ” فتلقى في نفسك ما يغضب الله عليك” كما قال عمر بن عبد العزيز في وصيته لميمون بن مهران.

وخير القراءة تلك التي تدعوك إلى القراءة، وأذكر لما وقع بين يدي “في صالون العقاد كانت لنا أيام” لتلميذه النجيب منصور أنيس، قرأته غير مرة فكنت كل مرة أكتشف فيه  شيئا جديدا، فاتهمت نفسي بل عقلي أني لم أتصفح الكتاب قط، إلا أنني كنت أفتقر إلى الجد، فالقراءة الجادة:” هي أن تقرأَ بلهفة وتركيز كما لو كنت تبحث عن سطر فيه إنقاذ حياتك من مصيبة محقّقة”(ربيعيات ص44).

وإني لأشفق على أولئك الذين لايعرفون القراءة والكتابة كيف يعيشون؟ وأين يجدون تلك اللذة التي لاتعرف إلا عند نهاية كتابا أو رواية. فما أضيق العيش لولا فسحة الكتب! (ربيعيات ص4). فالذي يقرأ كثيرا يعيش كثيرا وقد عبّر عباس محمود العقاد عن هذا بقوله :” أهوى القراءة؛ لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لاتكفيني”(أنا ص85)..

وأعجب ممن يرمي العرب قاطبةً بالجهل، ويتهمونه زورا وبهتانا بأنهم جهلة، فهذا كلام عام ينم عن حقد دفين لكن هذا الجاهل (كناطح صخرة يوما ليوهنها)  ربما لم يكلف نفسَه عناء دخول مكتبة من المكتبات ليرى بأم عينيه ما أنتجته العقول العربية. أما اليوم فقد تراجعت القراءة في مجتمعاتنا العربية لأسباب كثيرة ممنهجة [أنتم أدرى بها مني]. لكن مع ذلك هناك فئة لاتبرز للأضواء  فتفضل القراءة في”الظل”مخافة الرياء والتصنع! حتى أن البعض يعتبر القراءة في الأماكن العامة وسط هذه الفوضى التي لا أبا بكر لها، ضرب من التكلف، فللقراءة أماكن خاصة.

كما يستحن أن لا يزور القارئ المكتبات والمعارض حتى يحدد ماذا يريد أن يقرا على وجه التحديد. وإلا سيقع له ما وقع لخِراش حين خرج للصيد ذات صباح فوجد الظباء تملأ السهل والوادي، فوقف متسمرا في مكانه لايحرك ساكنا؛ فصور لنا الشاعر قصته بقوله:

تكاثرت الظباءُ على خراشٍ                 فما يدري خِراشُ ما يصيدُ

وأن لايقتني إلا ماليس له منها بد! حتى لايصاب بتخمة جمع الكتب وتكديس بعضها فوق بعض ، وهذا ما نجد معناه في قول الشاعر:

                وأشدّ ما ألقاه من ألم الجوى            قربُ الحبيب وما إليه وصول    

                كالعيسِ في البيداء يقتلها الظمأ         والماء على ظهورها محمول

وإني لأفضل أن تدفعَ تلك النقود إلى أرملة أو يتيم خير له لو كانت تعلم.. وفي النهاية لا أنصحك إلا بما ترنو إليه نفسك، ويستحق أن يهزم وقارك، فتضحك تارة وتبكي تارة أخرى حتى يُظن بك الظنون. واستمتع لحظة إقبال نفسك على الكتاب ولا تكرهها عندما تدبر.



المراجع:

 

  • أنا عباس محمود العقاد 
  • ربيعيات ربيع السملالي
  • روضة الزاهدين علي الكليب
  • لسان العرب ابن منظور
  • مذكرات قارئ لأحمري.

 

The post موسم الهجرة إلى الكتب appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام https://ift.tt/2oSPYad
via IFTTT

موسم الهجرة إلى الكتب


via منار الإسلام https://ift.tt/2oSPYad

Thursday, October 3, 2019

عمل المرأة في الاسلام

جعل الإسلام نفقة المرأة بنتا كانت أو أما أو زوجة على الرجل وكفاها مشقة الكسب وما ينتج عنها، إلا أنه لم يمنعها من العمل مطلقا بل جعله مباحا لها، إذا اختارت أن تعمل فلا ذنب عليها ولا مانع يمنعها، وإن اختارت ألا تعمل فنفقتها دائما واجبة على غيرها، فالإسلام أعطى المرأة الحق في العمل الشريف الطيب الذي يتناسب مع طبيعتها وأنوثتها وقدراتها وهذا في إطار مجموعة من الضوابط الشرعية منها التزامها بالحجاب وعدم الخلوة وصلاح العمل.

والأدلة على مشروعية عمل المرأة في الإسلام كثيرة في القرآن والسنة، وقد ثبت أن المرأة كانت تعمل جنبا إلى جنب مع الرجل في مختلف المجالات كالتعليم والإفتاء، والتجنيد والتجارة والصناعة وغيرها، فإن الله سبحانه وتعالى خلق الناس ليعملوا، بل ما خلقهم إلا ليبلوهم أيهم أحسن عملا، فالمرأة مكلفة كالرجل بالعمل، وبالعمل الحسن على وجه الخصوص، وهي مثابة عليه – كالرجل – من الله عز وجل[1].

– قال تعالى : “فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى”.

وقال “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة”.[2]

  • وقال “للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن”[3] فنسب الكسب والاكتساب للرجال والنساء.

-و قال”ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة”.[4]

وهذه الآيات عامة في كل عمل صالح ويتحدد صلاح العمل بشرط أن يكون موافقا للشريعة ومنه العمل والكسب.

وقد عملت كثير من النسوة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بشرهن بالأجر العظيم فقال : ” أطولكن طاقة  أعظمكن أجرا”،[5] والطاقة هي القدرة على الغزل والنسيج[6].

 وقد عملت المرأة في مجالات عدة منها التعليم والإفتاء، والتجنيد والتجارة والنسيج

 وخير مثال على هذا عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها التي شهد لها الرجال بالتفوق في الفقه والطب والشعر، وقد كان مشيخة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض، وما أشكل عليهم أمر إلا ووجدوا عندها فيه علما.[7]

 وكانت الشفاء بنت عبد الله القرشية تعلم النساء القراءة والكتابة، وقد قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليك أن تعلميها رقية النمل كما علمتها الكتابة) يقصد عليك أن تعلمي حفصة رضي الله عنها، وقد ولاها عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحسبة في السوق وهي وظيفة مهمة تمنع بمقتضاها الغش والاحتكار.[8]

 

 

وكان النسوة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يمرضن ويداوين المرضى والجرحى وأشهرهم الربيع بنت معوذ التي قالت “كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي ونداوي الجرحى، ونرد القتلى إلى المدينة”،[9]

وعن محمود بن سيد قال لما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فثقل حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة وكانت تداوي الجرحى فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر به يقول (كيف أمسيت وإذا أصبح كيف أصبحت فيخبره.[10]

وكانت رفيدة امرأة تداوي الجرحى، وتحتسب بنفسها على خدمة من كان به ضيعة من المسلمين.[11]

 كما كانت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تعمل قابلة وقد تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكانت تخرج معه ليلا لتساعد النساء في الولادة وتمرضهن[12].

وثبت أن المرأة شاركت في الغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ودافعت عن دينها وأعانت الجنود بالسقيا والإطعام والتطبيب.

فعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنة ملحان فاتكأ عندها، ثم ضحك، فقالت لما تضحك يا رسول الله؟ فقال : ناس من أمتي يركبون البحر الأخظر في سبيل الله، مثلهم مثل الملوك على الأسرة، فقالت يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم فقال اللهم اجعلها منهم، قال أنس : فتزوجت عبادة بن الصامت فركبت البحر مع بنت قرضة، فلما قفلت ركبت  دابتها، فوقصت بها، فسقطت عنها فماتت.[13]

– وعن ثعلبة بن أبي مالك : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطا بين نساء المدينة، فبقي مرط جيد، فقال له بعض من عنده : يا أمير المؤمنين أعط هذه ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك يريدون أم كلثوم بنت علي – فقال عمر : أم سليط أحق.

وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمر :

فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد”، قال أبو عبد الله تزفر : تخيط.[14]

 وعن أنس رضي الله عنه قال : لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمستمرتان أرى خدم سوقهن تنقزان القرب – وقال غيره تنقلان القرب – على متونهن ثم تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنهما ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم.[15]

ولا سنة للنساء في ممارسة التجارة أظهر وأهدى من الاقتداء بسيدتنا خديجه بنت خويلد التي كانت من أصحاب رؤوس الأموال في مكة، وكانت لها تجارة تبعت بها إلى الشام وكانت تستأجر لتجارتها الرجال، فقد خرج في عيرها خير الرجال صلى الله عليه وسلم.[16]

وفي ترجمة أم بني أنمار، أنها كانت تاجرة تبيع وتشتري.[17]

 وكانت رائطة امرأة عبد الله بن مسعود وأم ولده، امرأة ذات صنعة وكانت تنفق من صنعتها على زوجها وولدها.[18]

 وكانت أسماء بنت مخربة تاجرة تبيع العطور.[19]

والأمثلة على مشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية بعملها وكسبها في الإسلام كثيرة جدا إضافة إلى عملها في البيت وقيامها بتدبيره واعتناءها بأمورها الشخصية مثل التجميل والطب النسائي و الغزل والخياطة و غيرها من الأعمال والحرف.

وفي هذه الأمثلة و غيرها كثييير رد على أولئك الذين منعوها من حقها في العمل بل وفي طلب العلم، وضيقوا عليها ما أباحه الشرع لها بحجج واهية، وجعلوها حبيسة البيت لا رأي لها إلا في توافه الأمور، وعطلوا عقلها وفكرها وبذلك عطلوا نصف المجتمع، وكيف لمجتمع أن ينهض ونصفه مسلوب الحرية والإرادة؟

 وما حرص المرأة اليوم على العمل وتفضيلها إياه على الحياة الزوجية إلا ردة فعل وتمرد على ما عانت منه من ظلم وتحقير وتشيئ، فالتطرف لا ينتج إلا تطرفا من نوع آخر، وهو ما نعاني منه اليوم من فساد وعري وعزوف عن الزواج.

أيضا نرد بما أوردناه من أمثله على أولئك الذين يدعون إلى المساواة في الإرث بحجة أن وضع المرأة تغير وهي الآن عاملة ومشاركة اقتصاديا مثلها مثل الرجل، لذلك وجب إعطاؤها مثله، وأن القوامة اليوم لم تعد حكرا على الرجل ونقول لهم أن المرأة كانت تعمل منذ العهد الأول للإسلام ولم يقل أحد بمثل ما أنتم قائلون.

[1] – فتاوى المرأة المسلمة تأليف الدكتور يوسف القرضاوي مؤسسه الرسالة ص 66.

[2] – النحل : 97.

[3] – النساء :32.

[4] – غافر : 40.

[5] – فيض القدير، شرح الجامع الصغير، عبد الرؤوف المناوي، ط 1، 1356هـ المكتبة التجارية الكبرى مصر 361/4.

[6] – عمل المرأة في ضوء الشريعة الاسلامية بحث مقدم لمؤتمر التشريع الإسلامي ومتطلبات الواقع الذي تقيمه كلية الشريعة والقانون بالجامعة الاسلامية بغزة في الفترة بين 14-13/3/2006 إعداد محمود يوسف محمد الشويكي ص 5.

[7] – الإصابة في تمييز الصحابة للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنه 852، دراسة وتحقيق وتعليق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض، دار الكتب العلمية 233/8.

[8] – المرجع السابق 202/8.

[9] – أخرجه البخاري باب مداواة النساء الجرحى في الغزو رقم الحديث 2882، ص711.

[10] – صحيح الأدب المفرد للإمام البخاري بقلم محمد ناصر الدين الأباني مكتبة الدليل رقم الحديث 1129 ص 434.

[11] – الإصابة في تمييز الصحابة 136/8.

[12] – عمل المرأة في ضوء الشريعة الإسلامية ص 6.

[13] – أخرجه البخاري باب غزو المرأة في البحر رقم الحديث 2877 ص 710.

[14] – أخرجه البخاري باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو رقم الحديث 2881 ص 711.

[15] – أخرجه البخاري باب غزوالنساء وقتالهن مع الرجال رقم الحديث 2880 ص 711.

[16] – الإصابة في تمييز الصحابة 8 / 99.

[17] – المرجع السابق 8 / 291.

[18] – المرجع السابق 8 / 148.

[19] – المرجع السابق 8 / 16.

The post عمل المرأة في الاسلام appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام https://ift.tt/2oLsvrq
via IFTTT

عمل المرأة في الاسلام


via منار الإسلام https://ift.tt/2oLsvrq

لحظات تجريب

لحظات تجريب..
ذكريات حلم رهيب..
تسأل دون أن تجيب..
أين الحب ، أين الحبيب..
هل السائل كالمجيب..
هل ينفع الميت دواء الطبيب..
هل طعم الخمرة كالحليب..
أيساوى العدو بالقريب..

***
لحظات تجريب..
ذكريات حلم رهيب..
خرائط ذهنية تحمل الندم..
تزرع في النفس ألوانا من الألم
بين نعم و لا يبكي القلم..
تنهار الأرواح قبل الهمم..
يشيخ الحلم قبل الهرم..
يموت السقم من السقم..
***
لحظات تجريب..
ذكريات حلم رهيب..
بين الأحضان ينام السلام..
تتعانق الأطياف بانتظام..
عن الحلال والحرام يكثر الكلام..
أيباح الإفطار وقت الصيام..
أحكم الحرب كحكم السلام..
أيساوى العلماء بالعوام..
***
لحظات تجريب..
ذكريات حلم رهيب..
تلتقط أبشع الصور..
تبعث في النفس الضجر..
تأخذ من عمر كل البشر..
تخلب السامر حكي السمر..
تأفل شعاع الشمس والقمر..
تحجب البصيرة و النظر..

***
لحظات تجريب..
ذكريات حلم رهيب..
فيها تعذب الأرواح..
يطول انتظار الصباح..
تعزف الألحان إيقاعا للنواح..
تسرع خطوات الغدو والرواح..
يقارن فيها الأزير بالنباح..
يخلط الهجو بالأمداح..
***
لحظات تجريب..
ذكريات حلم رهيب..
بعبق العطور، بنتانة القذر ..
تغتصب الأوراق وتخط السطور ..
تقذف في الروح وساوس وشرور..
يؤجل الدعاء لوقت الصحور..
بالحبر تحفر أغرب القبور..
تنهش كبد الأسد أحقر الطيور..
***
لحظات تجريب..
ذكريات حلم رهيب..
في خماراتها يثمل الجنون..
في أسواقها تباع أجمل الفنون..
في مواقدها تحرق أعظم المتون..
يموت الرفق وتخيب الظنون..
سبحان من نجى موس وذو النون..
وأغرق الطاغية الفرعون..

The post لحظات تجريب appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام https://ift.tt/2o7Fl3b
via IFTTT

لحظات تجريب


via منار الإسلام https://ift.tt/2o7Fl3b

Wednesday, October 2, 2019

الهجرة حقيقتها وأبعادها

مقدمة
قال أبو يعلى الزواوي رحمه الله: (قد علمت وفقنا الله وإياكم أن السلف يحفلون للهجرة ولا يحتفلون بها… وأما الاحتفال بالهجرة لم يجر إلا في عهدنا هذا وهو حسن ما لم يعتريه ما اعترى الموالد في مصر كما علمتم، وليقتصر على التنويه بالهجرة إجمالاً وتفصيلاً) .
قبل أن نتحدث عن الهجرة النبوية ومعاني الهجرة، نبدأ أولا بالتاريخ لهذا الحدث العظيم، والحكمة من اتخاذه تاريخا للمسلين إلى قيام الساعة.
ما يزال التقويم يثير اهتمامات الناس وانشغالاتهم، لاتصاله بحياتهم اليومية العامة والخاصة، والتقاويم أنواع عديدة، ولكثير من الأمم تقويمها الخاص بها، سواء كان شمسيا أو قمريا أو خليطا بينهما، أو ربما قمريا نجميا، أي طبقا لمنازل القمر، وحيث اختلفت الأمم في كيفية حساب السنين، فإن التاريخ يختلف باختلاف التقويم، والتواريخ المشهورة في العالم خمسة: التاريخ العربي، والتاريخ الميلادي، والتاريخ الفلاحي، والتاريخ القبطي، والتاريخ العبري.
1 – تعريف التاريخ لغة واصطلاحا:
أ – التاريخ لغة: هو تعريف الوقت، نقول: أرّخ الكتاب ليوم كذا: وقّته.
ب – التاريخ اصطلاحا: هو تحديد وقت الحادث ونحوه، وضبط المدة الزمنية بينه وبين حدث آخر.
2 – منشأ التاريخ العربي:
كان العرب في الجزيرة العربية يتبعون الحساب القمري، ويعتمدون في ذلك على الرؤية البصرية للهلال، ولم يعتمدوا تقويما خاصا بهم على الأرجح، رغم اعتمادهم السنة القمرية، وتقسيمها إلى اثني عشر شهرا، وتسميتها بأسماء مختلفة، وإنما اعتمدوا في تأريخهم لأحداث حياتهم على حوادث تاريخية مشهورة، مثل: عام الفيل، وحرب الفِجار، وإعادة بناء الكعبة،… وبعد مجيء الإسلام بقي العرب عموما والمسلمون خصوصا فترة من الزمن على ما كانوا عليه من قبل، يؤرخون بالأحداث الهامة، واستمر ذلك حتى بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، حيث لم تعط السنوات تواريخ رقمية تدل عليها، وإنما أعطيت أسماء تدل على أشهر الحوادث التي وقعت بها، ففي السنوات العشر التالية للهجرة مثلا وحتى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أخذت الأسماء التالية: فالسنة الأولى عرفت بسنة الإذن، أي الإذن بالهجرة، والسنة الثانية بسنة الأمر، أي الأمر بالقتال،… والسنة التاسعة بسنة البراءة، أي براءة الله ورسوله من المشركين، ومنعهم من الاقتراب من المسجد الحرام، والسنة العاشرة عرفت بسنة الوداع، وفيها حج الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الوداع . وبقي هذا طيلة خلافة أبي بكر رضي الله عنه، ولما جاءت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ارتأى حاجةَ المسلمين إلى تقويم خاص بهم، وبعد مشاورات مع وجوه الصحابة، اتفقت الكلمة على أن يُتخذ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مبدءا للتقويم، وكان ذلك في السنة السابعة عشرة للهجرة.
3 –  الحكمة من اختيار التاريخ بالهجرة النبوية:
اختار الخليفة عمر رضي الله عنه بعد المشاورة، الهجرة كبداية للتاريخ الإسلامي، بدل من ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم، أو وفاته، للاعتبارات التالية:
أ – لأنها محققة بينهم، ولا خلاف حولها.
ب – لأنها الحدث الذي حوّل مجرى التاريخ البشري بميلاد الدولة الإسلامية.
ج – لأنها فرّقت بين الحق والباطل.
 4  شهر محرم والهجرة، أية علاقة؟
من المعلوم أن الهجرة النبوية بدأت في أواخر أيام شهر صفر، ووصل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة في 12 من ربيع الأول، إلا أنه اتُّفق على أن يتخذ أول شهر محرم من السنة التي هاجر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم مبدءا للتاريخ الإسلامي، رغم أن الهجرة تأخرت عنه بنحو 67 يوما، لأن شهر المحرم أول الأشهر الحرم الأربعة في السنة القمرية، وأنه أول الشهور في العد، ولأن المحرم هو أول شهر يأتي بعد موسم الحج.
تعريف الهجرة لغة واصطلاحا
1 – الهجرة لغة: اسمٌ من هجر يهجُر هَجْرا وهِجرانا . قال ابن فارس: “الهاء والجيم والراء أصلان، يدل أحدهما على قطيعة وقطع، والآخر على شد شيء وربطه. فالأول الهَجْر: ضد الوصل، وكذلك الهِجْران، وهاجر القوم من دار إلى دار: تركوا الأولى للثانية، كما فعل المهاجرون حين هاجروا من مكة إلى المدينة” . ولم يذكر للأصل الثاني مثالاً.
وضبط ابن منظور أيضاً التي بمعنى الخروج من أرض إلى أرض بضم الهاء: الهُجْرة . ويكون الهجر بالقلب واللسان والبدن : فمن الهجر بالبدن قوله تعالى: (وَٱهْجُرُوهُنَّ فِي ٱلْمَضَاجِعِ) . ومن الهجر باللسان، قول عائشة رضي الله عنها لما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى، أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم، قالت: أجل، والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك) . وفي هذا الحديث فضل عائشة رضي الله عنها حيث إنها أخبرت مقسمة أنها في حالة الغضب الذي يسلب العاقل اختياره لا تتغير عن المحبة المستقرة في قلبها للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا يترك قلبها التعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم مودة ومحبة، ثم من فطنتها رضي الله عنها أنها لما لم يكن لها بد من هجر اسمه الشريف أبدلته بمن هو صلى الله عليه وسلم أولى الناس به وهو إبراهيم عليه السلام حتى لا تخرج عن دائرة التعلق في الجملة .
ومن الهجر بالقلب ما جاء في حديث: (من الناس من لا يذكر الله إلا مهاجراً)، قال ابن الأثير نقلاً عن الهِروي: “يريد هِجران القلب وترك الإخلاص في الذكر، فكأنّ قلبه مهاجر للسانه غير مواصل له” . وقد تجتمع هذه الوجوه كلها أو بعضها في بعض أنواع الهجر.
ويمكن القول: إنّ الهجرة في اللغة لم تقتصر على معنىً واحد، وإنما تشتمل على عدّة معانٍ؛ فالهجرة بمعنى:
1 – المفارقة والقطع، وهي عكس الوَصْل.
2 – وتعني مفارقة الشخص لغيره باللسان أو القلب أو البدن.
وقد كان أصل الهجرة عند العرب في خروج البدو من البادية مُتّجهين نحو المُدن بحثاً عن الرزق .
2 – الهجرة شرعاً:
عرّفها غير واحد بأنها ترك دار الكفر والخروج منها إلى دار الإسلام . وأعم منه ما قاله الحافظ ابن حجر: “الهجرة في الشرع ترك ما نهى الله عنه ، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (المهاجر من هجر ما نهى الله عنه) ، وهي تشمل الهجرة الباطنة والهجرة الظاهرة، فأما الهجرة الباطنة فهي ترك ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء، وما يزيّنه الشيطان، وأما الظاهرة فهي الفرار بالدين من الفتن ، والأولى أصل للثانية.
ولما كانت الثانية أعظم أمارات الأولى وأكمل نتائجها خص بعض العلماء التعريف بها كما تقدم. ثم لما كانت هجرته صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة أشرف الهجرات وأشهرها انصرف اللفظ عند الإطلاق إليها. وأما لفظ الهجرتين، فهو عند الإطلاق يراد به الهجرة إلى الحبشة والهجرة إلى المدينة .
فعندما يُقصَد بمصطلح الهجرة هجرة الرسول – عليه الصلاة والسلام- من مكة إلى المدينة، فعندئذٍ يُطلَق عليها الهجرة الخاصة، وهي انتقال الرسول -عليه الصلاة والسلام- والمؤمنين من دار الكفر وهي مكة إلى دار الإسلام وهي المدينة إلى أن تم فتح مكة، وبالتطرق إلى مفهوم الهجرة باعتبارها مادية ومعنوية، فيجدر ذكر أن من اتجه إلى تعريفها أسماها الهجرة العامة، وهي تعبّر عن ترك كل ما نهى الله – سبحانه وتعالى- عنه وهجره، وهي مشتملة على الهجرة الباطنة التي تعني هجر كلّ ما تدعو إليه النفس الأمّارة بالسوء، والهجرة الظاهرة هي هجر كلّ الفتن والتمسك بالدين، وتُعدّ الهجرة الباطنة أصلاً للهجرة الظاهرة، أمّا تعريف الهجرة في الاصطلاح الشرعي بأخذ الدلالة اللغوية بعين الاعتبار؛ فهي تعني الانتقال من أرضٍ إلى أخرى لتحقيق أهدافٍ معينة للمهاجرين، وقد عمد الاصطلاحيون إلى نقل التعريف اللغوي ليصبح اصطلاحياً، ولكن دون تعميم أو تقييد، وبذلك يتفق تعريف الهجرة مع المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي السكاني.
5- المهاجرون الأوائل إلى الله:
1 – هجرة إبراهيم عليه السلام
ما أعظمها من كلمات قالها نبي الله أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام: ﴿ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي﴾ ، كلمات من نور بيَّنت في إيجاز واف أن الهجرة الحقيقية إنما تكون إلى الله.
2 – هجرة لوط عليه السلام
نبي الله لوط عليه السلام أول من صدّق إبراهيم عليه السلام، حينما رأى النار عليه بردًا وسلامًا، قال ابن إسحاق: آمن لوط بإبراهيم وكان ابن أخته، وآمنت به سارة وكانت بنت عمه، واختلف المفسرون في من قال: ﴿ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي ﴾ أهو إبراهيم أم لوط، فقال النخعي وقتادة: إنه إبراهيم عليه السلام، وقال الكلبي: إبراهيم أول من هاجر من أرض الكفر، هاجر من أرض حران إلى أرض فلسطين، وقيل الذي قال: ﴿ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي﴾ هو لوط عليه السلام.
3- هجرة عثمان بن عفان رضي الله عنه وزوجته رقية رضي الله عنها.
عثمان بن عفان رضي الله عنه أول من هاجر بأهله بعد لوط عليه السلام، ذكر البيهقي عن قتادة قال: أول من هاجر إلى الله عز وجل بأهله عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ قال قتادة: سمعت النضر بن أنس يقول: سمعت أبا حمزة يعني أنس بن مالك يقول: خرج عثمان بن عفان ومعه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة، فأبطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهم، فقدمت امرأة من قريش: رأيت ختنك ومعه امرأته، قال: (على أي حال رأيتهما)، قالت: رأيته وقد حمل امرأته على حمار وهو يسوقه، فقال صلى الله عليه وسلم: (صحبهما الله؛ إن عثمان لأول من هاجر بأهله بعد لوط).
المهاجر في القرآن:
المهاجر في القرآن: هو من هاجر إلى الله، وقد ذكرت الكلمة بصيغة المفرد والجمع، لتشير إلى: المفرد المذكر، وجمع المؤنث السالم، وجمع المذكر السالم، وصيغة الفعل الماضي (هاجر)، وصيغة الفعل الماضي (هاجروا). وبهذا ندرك دور المرأة الفعال في المجتمع المسلم، ومشاركتها في الهجرة.
6- أنواع الهجرة:
يمكن تقسيم الهجرة إلى نوعين اثنين:
1 – الهجرة المعنوية:
وهي الهجرة من الكون إلى المكون، ومن الكفر إلى الإسلام، ومن البدعة إلى السنة، ومن المعصية إلى الطاعة،ومن الفردانية إلى الصحبة والجماعة،… وهذا هو مقتضى الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، لأن الهجرة إلى الله تعالى تكون بالإيمان به وتوحيده وإفراده بالعبادة خوفاً ورجاءً وحباً، وأن يجتنب الشرك صغيره وكبيره، وأن يجتنب المعاصي والكبائر، وأن يكثر من الاستغفار والتوبة، لتجديد الهجرة كلما وقع فيما يُضعف مسيرتها، ولذلك كان مفتاح النجاة هو التوحيد والاستغفار. والهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون باتباع سنته وتحكيمها والتحاكم إليها وتقديمها على جميع الأهواء والآراء والأذواق، ونبذ البدع والمحدثات التي ليس عليها أمر الإسلام.
2 – الهجرة الحسية:
أ‌- الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة: وهذه أشرف الهجرات وأفضلها على الإطلاق.
ب‌- الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام: وهذه يختلف حكمها باختلاف الظروف والأوضاع.
ج‌ – هجرة أهل الذنوب والمعاصي، وهجرة أهل الأهواء والبدع: بمفارقتهم ومقاطعتهم ومباعدتهم زجراً لهم أو حِمية منهم أو لهما معاً.
د- الهجرة إلى الشام في آخر الزمان: عند ظهور الفتن، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ستكون هجرة بعد هجرة، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم، ويبقى في الأرض شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم، تقذرهم نفس الله، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير) .
الهجرة غير المنقطعة
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث أن الهجرة انقطعت بفتح مكة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة: (لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا) . كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها) . وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد) ، وللعلماء في الجمع بين هذه الأحاديث المذكورة والتي لم نذكر، والتوفيق بينها مسالك:
المسلك الأول: أن الهجرة التي انقطعت هي الهجرة من مكة إلى المدينة، وأن الهجرة الباقية هي هجر السوء وتركه في أي موضع كان، وبهذا قال أبو جعفر الطحاوي ، واستدل بحديث فديك أنه قال: يا رسول الله إنهم يزعمون أنه من لم يهاجر هلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا فديك أقم الصلاة، وآت الزكاة، واهجر السوء، واسكن من أرض قومك حيث شئت تكن مهاجراً) .
المسلك الثاني: أن الهجرة المنقطعة هي الفرض، والباقية هي الندب، وبذلك قال الخطابي .
المسلك الثالث: أن الهجرة المنقطعة هي الهجرة من مكة إلى المدينة، أو الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان لنصرته والجهاد معه، وأما الهجرة الباقية فهي الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام، وهذه يختلف حكمها باختلاف الظروف والأحوال، وقد قال بهذا الجمع، جمع من العلماء. قال البغوي رحمه الله: “الأولى أن يجمع بينهما من وجه آخر، وهو أن قوله: “لا هجرة بعد الفتح”، أراد به من مكة إلى المدينة، وقوله: “لا تنقطع الهجرة”، أراد بها هجرة من أسلم في دار الكفر، عليه أن يفارق تلك الديار، ويخرج من بينهم إلى دار الإسلام. قال النووي رحمه الله: “قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام باقية إلى يوم القيامة، وتأولوا هذا الحديث – أي حديث: (لا هجرة بعد الفتح) – تأولين:
أحدهما: لا هجرة بعد الفتح من مكة لأنها صارت دار إسلام، فلا تتصور منها الهجرة.
الثاني: وهو الأصح، أن معناه أن الهجرة الفاضلة المهمة المطلوبة التي يمتاز بها أهلها امتيازاً ظاهراً انقطعت بفتح مكة ومضت لأهلها الذين هاجروا قبل فتح مكة، لأن الإسلام قوي وعز بعد فتح مكة عزاً ظاهراً بخلاف ما قبله” .
وقال ابن العربي رحمه الله: “الهجرة هي الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام وكانت فرضاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم واستمرت بعده لمن خاف على نفسه، والتي انقطعت أصلاً هي القصد إلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان” .
وقال ابن حجر رحمه الله: “..(لا هجرة بعد الفتح) أي: فتح مكة، أو المراد ما هو أعم من ذلك إشارة إلى أن حكم غير مكة في ذلك حكمها، فلا تجب الهجرة من بلد فتحه المسلمون، أما قبل فتح البلد فمن به من المسلمين أحد ثلاثة:
الأول: قادر على الهجرة منها لا يمكنه إظهار دينه ولا أداء واجباته، فالهجرة منه واجبة.
الثاني: قادر لكنه يمكنه إظهار دينه وأداء واجباته فمستحبة لتكثير المسلمين بها ومعونتهم وجهاد الكفار والأمن من غدرهم والراحة من رؤية المنكر بينهم.
الثالث: عاجز بعذر من أسر أو مرض أو غيره فتجوز له الإقامة، فإن حمل على نفسه وتكلف الخروج منها أجر” .
ونحن نحفل بالهجرة بدل الاقتصار على الاحتفال، ينبغي استقراء النصوص التي موضوعها الهجرة لنقف على معانيها وحقيقتها وأبعادها، ونجعلها عبرة نعتبر بها في يومنا وإن بعدت الشقة بيننا وبين الجيل القرآني الفريد من المهاجرين، باعتبار أن الهجرة ليست حركة تاريخية انتهت، ولكن الهجرة معناها عام ومستمر، وصالح لأن يطبق في كل مكان وزمان. إذ أن معاني القرآن غير متناهية. فهم رضي اه ب وإن كانوا قد فازوا بفضل الطليعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( باب الفضل الطليعة) ، وبالسبق للهجرة، فنحن لهم تابعين بإحسان وصدق في هجرة الدنيا وما فيها من أمور صارفة لنا عن قطع ما بيننا وبين ماض مظلم مليء بالسيئات والآثام، وإن كان هذا الماضي قصيرا جدا لا يتعدى ثوان مرت، نكون قد أخطأنا فيها في حق الله ورسوله صلى اه م عليه وسلم، وحق عباده. وهجرة عالم اعتقدنا في أنفسنا أننا أحرارا نفعل ما نشاء، وكيف ما نشاء إلى عالم يحضننا بدفء تعاليمه وإرشاداته وأوامره ونواهيه في ظل الصحبة والجماعة. من عالم الغفلة إلى إقامة وطن جديد للنفس، وبذل الجهد في تحصينه ورفع شأنه. إقلاع من قاعدة الخطايا واقتحام لهوى النفس، وتحليق في فضاء الرحمات الإلهية وحط في حمى الله شرعه. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الهجرة خصلتان إحداهما أن تهجر السيئات والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه وكفي الناس العمل) ، فالهجرة باقية ما بقي باب التوبة مفتوحا في وجه الفرد ما لم يغرغر، وفي وجه المجموع ما لم تظهر العلامات الكبرى لقيام الساعة، من طلوع الشمس من مغربها، حيث يختم الله على القلوب بما فيها من خير أو شر، فلا ينفع بعد ذلك ندم ولا عمل. فالهجرة استغفار وتوبة ودعوة لتوبة، ورحلة مع التائبين والتائبات لنصرة دين الله وإقامة شرعه في الأرض. يقول الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه اهمل: (فالمؤمن اليوم مطالب بأن يبرهن عن هجرته إلى الله ورسوله، بقطع حبل الجاهلية ما استطاع منها في كل مرحلة من مراحل الجهاد، ومطالب بأن يبرهن عن نصرته بالتعبير العملي عن فضائل الأنصار المذكورة في الآية الكريمة) ، فالمؤمن اليوم مهاجر ونصير إن صدق في إيمانه.
7– الهجرة في التصور المنهاجي:
من المصطلحات المنهاجية التي يزخر بها التصور المنهاجي والتي هي بمثابة مفاتيح ضرورية لفهم معانيه واستيعاب مضامينه واكتشاف أسراره، مصطلح الهجرة. وقد أولاه الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله أهمية كبيرة في مشروعه المجتمعي في جميع جوانبه التربوية والتنظيمية والحركية الجهادية. أهمية كبيرة باعتباره أولا حركة نبوية تمّت في الزمان والمكان خلدها التاريخ لما أحدثته فيه من تغيير للواقع وبناء للأمة، وباعتباره ثانيا من الشروط الضرورية المطلوبة توفرها عند أي حديث عن تنظيم جماعي يرشح نفسه لإعادة البناء على مستوى التجديد، ولإحداث التغيير من جديد. ذلك أن معاني الهجرة تتجدد عبر التاريخ فيتجدد بتجددها الإيمان في القلوب والدين في الأمة. ففي عصرنا الحالي دار الإسلام واسعة وممتدة عبر أقطار متفرقة ومجزأة، وطبيعة وسائل العصر وطرق المواجهة مختلفة كثيرا عن التي كانت زمن النبوة، في هذه الحالة لم تعد الهجرة تتطلب نقلة أو حركة من مكان إلى مكان بعينه. بل تتطلب على مستوى التجديد فهما منهاجيا يناسب مستجدات العصر ومتغيراته، فهي تحافظ على معانيها الإيمانية، وفي نفس الوقت تؤدي دورها كاملا في تغيير الواقع وبناء الأمة. هذا الفهم المنهاجي لقضية الهجرة في عصرنا الحالي يمكن تلخيصه في النقاط التالية:
أولا: لا نظن أن الهجرة معنى قام بجماعة الصحابة ثم ذهب، كلا! فإن معاني القرآن الكريم خالدة، فعلينا أن نبحث عن مناط حكم الهجرة في واقعنا الفتنوي، فإذا حددنا من هو المهاجر، وما هي الهجرة والجهاد، اتضح لنا كيف ننزل تلك الأحكام على مجتمعاتنا وفئات الناس فيها. فما انقطعت الهجرة وما ينبغي لها. والأحاديث الواردة في موضوع الهجرة تدل على أنها ماضية إلى قيام الساعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم وأبو داوود: (لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها).
ثانيا: أن الهجرة في حق الفرد المؤمن معنى وسلوك واختيار، فتتجلى الهجرة في قطع الفرد لما بينه وبين ماض بعيد عن الالتزام بالجهاد.
ثالثا: أن التجمع المطلوب والاستنفار الواجب على مستوى الهجرة في حق الأمة يتم بربط المؤمنين في التنظيم القطري وإحكام تحركه عبر المكان وفي كل مكان حتى تحرير جميع الأقطار وتحقيق دولة القرآن.
لهذا ما كانت الهجرة حدثا تاريخيا فريدا انقضى، بل هي هجرة الأفراد الإيمانية الخلقية الإرادية، تتبعها هجرة كل منهم نحو إخوته، وانضمامه إليهم، وانتظامه معهم. ويتكون صف الجهاد لإعادة الخلافة على منهاج النبوة. قال تعالى: (كما بدأنا أول خلق نعيده، وعدا علينا. إنا كنا فاعلين) .
خاتمة
نقل الحافظ ابن حجر عن القاضي عياض أن العلماء اتفقوا على أن الهجرة من مكة كانت واجبة على المسلمين قبل الفتح. وأن سكنى المدينة كانت واجبة عليهم لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ومواساته بالنفس. وهكذا يجب على المؤمنين، من كان منهم صادقا لا تنكسر عزماته أمام التهديدات والمخاوف، أن ينضم إلى إخوته لينصرهم في جهادهم ويواسيهم بنفسه (…) ومتى تم تحرير قطر كان واجبا على المؤمنين خارجه أن يخفوا لنصرة إخوتهم وإمدادهم بالكفاءات والخبرات والتأييد المادي والمعنوي. وعلى كل قطر تحرر أن يخصص جهوده لدعم الحركات القطرية الأخرى ونصرها. هكذا نتصور الهجرة والنصرة تنظيميا .

The post الهجرة حقيقتها وأبعادها appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام https://ift.tt/2mSZsBv
via IFTTT

الهجرة حقيقتها وأبعادها


via منار الإسلام https://ift.tt/2mSZsBv

عقيدة الأقانيم الثلاثة

يزعم النصارى بأن الله هو ذو ثلاثة أقانيم، -تعالىالله عن ذلك علوا كبيرا-، و هي –على حد قولهم- كالتالي:

  • الأول: الأب،
  • الثاني: الإبن،
  • الثالث: الروح القدس.

 

العنصرالأول: تعريف عقيدة الأقانيم الثلاثة:

 

لغة: لقـد جاء تعـريف الأقانيم في المعجم الوسيط ما نصه: “أقَانِيمُ:جمـع أُقْنُوم، هـو الجوهر والشخـص والأصل. وتعني الأقانيـم الثلاثة عند النصارى الأب والابن والروح القدس 

  • ويقصـد النصارى بالأقنـوم الأول “الأب”،و يراد به عندهم الذات الإلهية المجردة من الابن والروح القدس، و يدعون أنه الأصل والمبدأ لوجود الابن، مع عدم سبقهل لابن في الوجود، بل يعتقدون أن الابن أزلي الوجود كذلك،و لم يسبق أحدهما الآخر.
  • أما الأقنوم الثـاني “الابـن”،فَيُقْصَدُ به عندهم كلمـة الله المتجسدة وهو المسيح، ويزعمـون أن الابن مُسَاو للأب في الوجـود، وأن الأب خلـق العالم بواسطة الابن، وأن هذا الابن هو الذي نَزَلَ إلى الأرض بالصـورة البشرية فداء للبشر، وهو الذي يتولى محاسبـة الناس يوم القيامة -على حد قولهم-.
  • أمـا الأقنـوم الثالث وهو”الروح القدس” عندهم، فيدعي النصارى أنه مساو للأب والابن في الذات والجوهر والطبع، وهو في اعتقادهم روح الله الـذي يتولى تأييد أتباع المسيح وتطويرهم. وهذا ما بَيَّنَهُ الإمام الشهرستانيفي كتابه الملل والنحل قائلا:”ويعنون بالأقانيم الصفات كالوجود والحياة والعلم، وسموها الاب والابن وروح القدس… -ثم قال- …ويعنون بالكلمـة أقنوم العلم ويعنون بروح القدس اقنوم الحياة”.



العنصرالثاني: استدلالات النصارى على عقيدة الأقانيم الثلاثة:

استدلالات النصارى علىبنوة المسيح لله تعالى –تعالى الله عن ذلك-:

يستدل النصارى علىذلك ببعض نصوص الأناجيل المحرفة التي تَعْرِفُ فيما بينها تناقضا بالغا، ومن تلك النصـوص ما جاء في إنجيل مـتى، من قول بطـرس لما سأله المسيح –على حد قولهم- عن نفسه، ماذا يقول الناس عنه قـال: “أنـت هو المسيح ابن الله الحي”،كذلك ما جاء في إنجيـل يوحنـا على أنه ورد على لسان المسيح -على زعمهم- قوله: “فلما سمع يسوع، قال هذا المـرض ليس للموت، بل لأجل مجـد الله ليتمجـد ابن الله”.

 

استدلالات النصارى على أبوة الله تعالى للمسيح –تعالى الله عن ذلك-:

يستدل النصارى على ذلك ببعض النصوص من كتابهم العهد الجديد، فقد ورد في إنجيل يوحنا ما نصه: “فقالـوا له: أين هو أبوك، فأجاب يسـوع، لستم تعرفونـني، أنا ولا أبي، لو عرفتمـوني لعرفتم أبي أيضا”. وقد جاء أيضا في إنجيل لوقـا مما ادعوه من كلام المسيـح لأمه وزوجها–على حد قولهم- ما نصه: “فقال لهمـا: لماذا كنتما تطلباني، ألم تعلما أنّـه ينبغي أن أكون فيما لأبي”، و مثل هـذه من النصوص المزعومة عند النصارى عديدة، وهي تبين افتراءاتهم وبهتـانهم.

استدلالات النصارى على اعتقادهم في الروح القدس:

لقد استدل النصارى على قولهـم بألوهية الروح القدس، بأن الكتاب المقدس لديهم، قد وصـف الروح القـدس بصفات لا يوصف بها إلا الله، فدلَّ هذا عندهـم على ألوهيتـه.

 

العنصرالثالث: أدلة بطلان عقيدة الأقانيم الثلاثة من خلال الكتب المعتبرة لدى النصارى:

الرد على النصارىمن كتبهم في قولهم بأبوة الله:

إن النصارى استدلوا في إثبات الأبوة من أناجيلهم وغيرها من كتب العهد الجديـد، فهذه غير موثوقة لما وقع فيها من الدس والتحريف، وليس لها البتة أي سند متصل إلى أصحابها، كما أن بين هذه الأناجيل اختلاف واسـع، فكلمة “أبي”، وردت في إنجيـل متّى مما ادعوه كلام المسيح ما لايقل عن اثنتي عشرة مـرة، ولا تكاد تجدها في إنجيل مرقس.

 

الرد على النصارىمنكتبهم في قولهم أن المسيح ابن الله:

إن ما أورده النصارى من أدلّة لا تصلح أن تكون مستندا لإثبات عقيدة خطيرة كهذه لما فيها وما عليها، ويمكن اجمالها فيما يلي: 

  • أن كتبهـم التي يستدلون بها محرفة وغير موثوقة.

 

  • أن البنوة التي يقول بها النصارى تختلف عن ظاهر لفظ “ابـن الله” الواردة في الأناجيل، فالابن في الأصل جزء من الأب ومختلق من نطفته، ويكون الأب سابقه في الوجود والفضل له في وجوده، وما يعتقده النصارى في المسيح لا يتفق مع البنـوة الحقيقية،وإنما يزعمون أن الابن هو الأب، وأنه مساو له في الجوهر والوجـود، وهي أمور لم ترد في الأناجيل رغم تحريفها، ولا يستطيع النصارى أن يقيموا عليها الدليل النقلي فضلا عن العقلي.
  • قد جاءتفي أناجيل النصارى عدة مواضع فيها التصريح بأن المسيح هو مبشر وأنه رسول الله وكلمته، فقد جاء في إنجيل يوحنا قولهم على لسان المسيح ما نصه: “وأنا إنسان قد كَلَّمكـم بالحـق الذي سمعـه من الله “.

الرد على النصارى من كتبهم في ادعائهم بألوهية الروح القدس:

لقد استدل النصارى على هذه العقيدة بحجج واهية من أناجيلهم المحرفـة، ثم إنه ليس في هذه الكتب-كما ذهب جمع من الدارسين- أنـه ليس هناك عبارة تـدل على المعنى الذي يدعونه في الروح القـدس، وهو الألوهية. فقد ورد اسم الـروح القدس في إنجيل يوحنا عن “البارقليط”، أو المعزى فمما اتخذوه دليلا على عقيدتهم ما جاء في كتبهم قولهم: “وأما متى جاء ذاك روح الحـق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية”. فهذا الأمر واضح على أن الموصوف بأنه روح الحق، شخصية أخرى مستقلـة، فهو مُبَلِّغ لرسالة أُوكِلَت إليه، فليس في ذلك ما يدل على ألوهيته ولا أنه جزء من الإله، وإلا للزم أن يكون الأنبياء آلهة أيضا، لأنهم يُعَلِمون كُلَّ ما عَلَّمَهم الله به ويُخبرهم عن أمور آتية مستقبلية، و هذا ما لا يقولونه.



العنصرالرابع: أدلة بطلان عقيدة الأقانيم الثلاثة من خلال البراهين والحجج العقلية:

اعتمد النصارى عقيدة الأقانيم الثلاثة،و بنوا عليها ركائز عقيدتهم، و هي في الحقيقة، تنبني في أصلها على افتراءات وادعاءات متناقضة فيما بينها، فقولهم أن تلك الأقانيم ثلاثة وهي الوجود، والحياة، والعلم، فلماذا لم يقولوا – أي النصارى- بأربعة بإضافة القدرة مثلا، لأن الله بقدرته يوجد و يعدم، و بهاأبرز هذا العالممن العدم إلى الوجود ، أو بخمسة بإضافة الإرادة التي بها يتأتى تخصيص الممكن العقلي ببعض ما يجوز عليه، ومعنى ذلك أن الممكنات نسبتها إلى قدرته تعالى على حد سواء، فلو اختصت الإرادة بوجود بعضها دون بعض،لَلَزِمَ العجز في حقه، وهذا محال ومناف للألوهية، أو بستةأقانيم أو عشرة… بل على النصارى الاتيانبالدليل القاطع في حصـر ما ذكروه، ولن يقدروا عليه أبدا.

و قد جاء عن  أبي بكر الباقلاني (403ه) في كتابه “التمهيد” مخاطبا النصارى ما نصه: “وزعم قوم منهم  معنىالأقانيم والخواص أنها أشخاص، فيقال لهم أهي أشخاص لأنفسها أم جوهر يجمعها؟ فإن قالوا لأنفسها تركوا قولهم، وإن قالوا لجوهر جامع لها، أبطلوا التثليث. وقال بعضهم معنى الأقانيم أنها خواص فقط، فيقال لهم أفهي خواص لأنفسها أم لجوهر جامِعٌ لها، هِيَ خَواصٌّ لهُ؟ وَيُكلَّمونَ في ذلك بما كلَّمنا به مَنْ زَعَمَ أنَّهَ أَشْخاصٌ وصِفاتٌ، ولا جواب لهم في ذلك”.

المصادر والمراجع:

المعجم الوسيط، إصدارحفر،  قنم،ص: 22، بتصرف.

الكتاب المسمى”النصرانية من التوحيد إلى التثليث”، محمد أحمد الحاج، ص:235.

كتاب الملل والنحل للإمام الشهرستاني، ج: 1،  ص:221-222.

  إنجل متى، (3/17)، وفي إنجيل لوقا (4/3،9).

  إنجيل يوحنا، (1/18،49)، و (3/16،18).

إنجيل يوحنا، (5/18،43).

دراسة في الأديان اليهودية والنصرانية، سعود بن عبدالعزيز خلف، ص: 206، مكتبة أضواء السلف، الطبعة الأولى، سنة 1418/1997.

إنجيل متى (3/13،14) و (5/27).

كتاب دراسة في الأديان اليهودية والنصرانية،سعود عبدالعزيز خلف، ص: 215.

مختصر الدر الثمين،ميارة الفاسي، ص: 20.   

الأجوبة الفاخرة، شهاب الدين القرافي، تحقيق بكر زكي عوض:318، بتصرف قليل.

كتاب التمهيد،الإمام الباقلاني، ص:86.

The post عقيدة الأقانيم الثلاثة appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام https://ift.tt/2orgvuS
via IFTTT

عقيدة الأقانيم الثلاثة


via منار الإسلام https://ift.tt/2orgvuS

Sunday, September 29, 2019

نحو بناء علاقة فاعلة بين المعلم والطلاب

في عملية التعليم والتعلم هناك قطبين أساسيين لابد من تكاملهما وتناغمهما لتعطي هذه العملية ثمارها، فعلاقة المعلم بالطالب تُعد من الضروريات في أي مرحلة تعليمية، فإن صحت وقويت كانت النتائج ايجابية وممتازة والحصيلة نجاح وتميز، وإن سقمت وتعللت وأصابها التوتر وعدم العطف من المعلم على الطالب وقلة احترام من الطالب لمعلمه فإن النتيجة تكون سلبية والحصيلة ترك للدراسة وإحباط وتدني المستوى التعليمي وبالتالي ضياع الأجيال في زمن أصبح العلم سلاح الأمم وسر نهضتها وتقدمها.

ومن أسباب سوء العلاقة بين المعلم وطلابه: عدم قدرة المعلم على فهم مشكلات الطلبة والنظر إليهم بعين العطف والأبوة، وهنا يجب على المعلم أن يسعى إلى احتواء الطلاب وتدارك مشكلاتهم ويساعدهم على التخلص منها بالسماع لهم وتفهم مشكلتهم ونفورهم من الدراسة، فكثير من الطلاب المقصرين دراسيا يعانون من مشكلات أسرية تنعكس سلبا على تحصيلهم الدراسي، بالإضافة إلى الإهمال الأسري للطلاب وعدم متابعتهم أثناء وجودهم في البيت ما يجعلهم متخلفين عن أقرانهم فيحاولون أن يغطون على تقصيرهم بالمشاغبة وكثرة الحركة في الصف، وبالإضافة إلى كون الطالب المقصر قليل الاستيعاب والفهم يعتبر مشكلة لدى المعلم ما يضطره إلى اتخاذ موقف سلبي تجاهه أو يضطر إلى توقيفه داخل الصف أو يطرده خارج الصف حتى يتسنى له تدريس الطلاب الآخرين الموجودين في الفصل الدراسي.

وهنا تبرز شخصية المعلم ومدى احتوائه لمثل هذه الحالات وكيفية التصرف معها بحكمة وعطف، حتى يخرج الطرفان من هذه المشكلة التي أسلفنا أسبابها سابقا محققين أروع النتائج من تربية وتعليم وإنسانية، وبذلك يكون المعلم قد حقق نجاحات؛ بأن قوّم سلوك طالب وأخذ بيده إلى طريق العلم وانتشله من الفشل، وبالتالي بناء مستقبله بنجاح وتفوق، وتحقق رضا المعلم النفسي، إذ انه قام بواجبه المهني والتربوي واستطاع أن يكون الأب الحنون العطوف على أبنائه الطلبة، الأمر الذي عجزت الأسرة عن توفيره لابنها في البيت.

أما الفائدة الثالثة فهي استقرار العملية التعليمية والتربوية داخل المدرسة، بنأيها عن المشكلات وقضايا الضرب والتوقيف عن الدراسة وعصيان لتوجيهات المعلم وغيرها من السلوكيات التي تحصل في الحرم المدرسي، وباعتقادي أن المعلم الصالح الذي يسعى إلى تأدية واجبه المهني بأفضل الطرق وأنسبها سيجنب الطلبة كثير من التعنت والجفاء، ويغرس في نفوسهم حب العلم وحب المدرسة والإقبال عليها برغبة دون إكراه.

 

The post نحو بناء علاقة فاعلة بين المعلم والطلاب appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام https://ift.tt/2oexJLR
via IFTTT

نحو بناء علاقة فاعلة بين المعلم والطلاب


via منار الإسلام https://ift.tt/2oexJLR

حوار الأديان عند الغرب -الأسباب والمقاصد-

بعدما تطرقت من خلال مقال سابق ،  إلى أن دين الإسلام يحث على الحوار ويدعو إليه من خلال النصوص في الكتاب والسنة الدالة على أصالته في دين الإسلام ، وفي كون رسول الله عليه الصلاة والسلام خلق الحوار في دعوته ومسيرته ، فحاور أهل الكتاب من يهود المدينة ونصران نجران ، وكاتب ملوك الأرض وأبرز مثال في ذلك رسالته إلى عظيم الروم.

كما تعرفنا على أن الحوار مع أصحاب الديانات الأخرى من أجل دعوتهم للدين الإسلامي، ومد جسور التعاون بينهم أمر مطلوب شرعا وعقلا.

 سأخصص هذا المقال لبيان موقف غير  المسلمين من حوار الأديان ، حيث يشوبه الاضطراب من الناحية الواقعية ، كما يحمل مدلولا سلبيا في إطارة العام ، هذا إذا استثنينا فئة تكاد تمثل الأقلية في صفوفها ،والتي أبدت حسن نيتها في توظيف الحوار كآلية للتواصل مع المسلمين ، ومع ذلك تبقى نظرة الغرب إلى المسلمين لا من الناحية الدينية أو الحضارية  نظرة استعلاء وإقصاء ، وهذا ما سنحدد معالمه في الأسطر الموالية بحول الله .

يشير الدكتور أحمد بن حسين الفقيهي أن مصطلح “حوار الأديان ” عرف تدرجا من حيث المصطلح ، كما أن الحوارات إنما هي مبادرة من الغرب يقول : ” المصطلح عرف تدرجا ، حيث سمي بالتقارب الإسلامي المسيحي ” ظهر قبل ثلاثة عقود ، ثم لطفت الكلمة فسميت ” الحوار الإسلامي المسيحي” ، ثم وسعت بين يدي اتفاقية أوسلو ” التطبيع مع اليهود ” ، فصارت حوار الأديان وربما حوار الأديان الإبراهيمية ” ثم لم تزل تتسع في ظل الدعوة إلى العولمة لتصبح ” حوار الحضارات ” ، فتشمل الهندوسية ، والبوذية ، وسائر الملل الوثنية “1

كما يذكر الدكتور بأن الحوار بين الأديان الحالي لم تبدأ بمبادرة إسلامية ، ولم ترسم أهدافها وخطتها في بلاد المسلمين، بل جاءت بطلب من الغرب بعد الدراسة العميقة لها عندهم ، وتحديد أهدافها و غاياتها من قبلهم .

” فالحوار الذي يدعو إليه الغرب (غير المسلمين ) إنما هو بضاعة أجنبية ، تدفع بقوة من الدول الغربية، لتروج على نطاق واسع ، تحقيقا لفكرة العولمة ، لذا فلا غرو أن تكون هذه البضاعة ذات مواصفات خاصة ، وضعها منتجها  بغير مراعاة لأي اعتبار آخر ، سوى ما يلبس أمرها ليتستر رواجها ضمن مجموعة من الطرق والقنوات تحت مسمى الحوار “2 .

هذا وقد عبرت الدكتورة زينب عبدالعزيز (أستاذة الحضارة بمصر) عن موقف الغرب المعادي للإسلام والمسلمين باستثناء فئة من المسيحين الذي لم يتغير ، كما أشارت إلى أن النقطة الفارقة في تاريخ المسيحية قد بدأت مع المجمع الفاتيكاني المسكوني الثاني (1965)  ، وهو أول مجمع هجومي في التاريخ.

لقد أصدر المجمع جملة من القرارات يمكن تحديد ماله علاقة بالموضوع على النحو التالي :

– فرض بدعة الحوار كوسيلة للتبشير وكسب الوقت حتى يتم التنصير بلا مقاومة تذكر، بينما تتوالى التنازلات بالتدريج من جانب المسلمين .

– إنشاء لجنة الحوار برئاسة ” الكاردينال آرنزي” ، وهو ما يوضح أهمية الحوار في مفهومهم  أو فيما يخططون له ، فالكاردينال هي الرتبة السابقة لرتبة البابوية .    

– إنشاء لجنة خاصة بتحضير العالم برئاسة الكاردينال ” يوسف طومكو “3 .

وقد تم إصدار وثيقة انطلاقا من أعضاء اللجنتين في 20/06/1990م بعنوان “حوار وبشارة ” حيث تتكون من  تسعة وتمانين بندا وهي مقسمة إلى 13 بندا ، وثلاثة أجزاء بندا ، وخاتمة 3 بنود الجزء الأول فيها بعنوان ” الحوار بين الأديان (56-16) والثاني بعنوان التبشير بشيوع المسيح (55-75) والثالث بعنوان ” الحوار بين الأديان والتبشير (77-85)

فهذه الوثيقة صدرت في ذكرى مرور خمسة وعشرين عاما على صدور وثيقة مجمع الفاثيكان الثاني ،  والمعنونة حاليا ب”حوار علاقات الكنيسة مع الديانات الأخرى ” حيث توضح أهمية الحوار بين الديانات في هذه العلاقة القائمة على ازدواجية رهيبة بين القول والتنفيذ ، فالحوار والتبشير يمثلان وجهين لعملة واحدة في رسالة الكنيسة التبشيرية ،وذلك واضح من خلال البنود التي اطلعت عليها والحديث سيطول إن فصلنا  في ذكرها .

يقول أحد الكتاب الأجانب وهو ” جليان رييس”  : ” الحوار في مفهوم الكنيسة الفاتيكان ليس إلا حربا صليبة جديدة ، حربا بالكليات بدلا من السلاح ، وهو ما كان قد أعلنه بطرس المبجل “رئيس دير كلوني ” في مطلع القرن الثاني عشر إذ قال للمسلمين ” إني لن أبدأ حربا صليبية جديدة بالسلاح وإنما بالكليات أي بالحوار ” 4

فعلى حد قول الرجل ” جليان رييس ” الأمر يوضح لعبة الحوار الحالية التي تدار على الصعيد العالمي ، التي تمثل جزءا  متواصلا من مخطط قديم ، حيث الارتباط الحميم بين الاستعمار والتبشير والحوار، من القضايا التي لم تعد بحاجة إلى مزيد من الأدلة والبراهين .

“إن ظهور الإسلام في القرن السابع كقوة حضارية وروحية وإمبراطورية ، جعل الإسلام يشار إليه في الغرب بأنه العدو الأكبر والعدو اللذوذ، الذي يجب القضاء عليه بكل السبل العسكرية والثقافية ،واستعمال أسلحة السب والتشهير ، ووجدت تلك الألفاظ البذيئة والصفات المقيتة طريقها إلى ما يسمى “بالكتاب التنوير يين ” من أمثال ” جان جاك روسو ” ، و” فولتير ” وغيرهم ، ليكرسوا صورة نمطية سيئة للإسلام والمسلمين وذلك في سياق ما اصطلحوا عليه بالحوار في كتاباتهم”5    .

إن هذا الطرح والحضور هو الذي جعل الغرب في القرون المتأخرة حاضرا وبقوة في خطاب التحديد الإسلامي ، على اعتبار الخطر الذي صار يهدد المسلمين كمفكرين ، والذي انتبهوا إليه من خلال دراساتهم للظاهرة الغربية حيث ” مثلث العلاقة بالضرب في خطاب التحديد الإسلامي محورا مهما ، يكاد الغرب يكون عاملا حاضرا في كل الخطابات الإسلامية ، منذ الغزو الاستعماري للعالم الإسلامي في القرن التاسع عشر ، وكانت الدراسات الإسلامية للظاهرة الغربية لم تتجاوز أغلبها النظرة الحدية التي اتسمت بها ثقافة ثنائية الحكم “6 .

إن الحوار بين الأديان يقتضي البحث عن القواسم المشتركة فيما بينها ، أما أن نقف عند خصوصية هذا الدين دون ذاك ، فهو أمر لن يحقق مدا الجسور بقدر ما سيضيق المساحة التي نسعى نحن المسلمين إلى توسيعها .

سئل الدكتور سيد ” حسين نصر ” وهو بروفسور في قسم  الدراسات الإسلامية في جامعة جورج واشنطن ، كيف يمكن تحديد الأهداف الأساسية للأديان؟ هل من الممكن أن نجد قواسم مشتركة فكان جوابه ” حين نتكلم عن الدين فإننا نتكلم عن عنصر مشترك بين أديان مختلفة ، ولكن بمعاني وتطبيقات مختلفة ، ولكن أيضا تدرس الدين على أساس أنه دينك كما يفعلون في المعاهد اللاهوتية ، وفي هذه الحالة يمكنك أن تكون حصريا ، وتقول ذلك هو الدين الوحيد ،تلك بالطبع هي مشكلة العالم الذي نعيش فيه “7. وفي المقابل يرى الدكتور أن الوظيفة الخصوصية للإسلام والمسلمين ليست نفس نظرة الآخر، فالقرآن الكريم يتكلم باستمرار عن الأديان ، فيدعو المسلمين إلى إبراز أهمية الحوار بين الأديان ، وقبول الكتب والأنبياء ورسل الله سواء كانوا مسيحيين أو يهود أو أتباع أي دين آخر .

 

إن ما توصلت إليه من خلال هذه الدراسة أن المراد من حوار الأديان عند غير المسلمين تحقيق أهداف وخلفيات جمة يمكن تحديدها على النحو التالي:

-الباعث الأول : التصدي للعقيدة الإسلامية حيث لما بدأت شعوب الكنائس الغربية في العصر الحديث تنفتح على الإسلام ، واعتنقت ألوف منهم إياه ،رأوا أن لا جدوى من المواجهة ، فهي أضعف من أن تقف أمام مثانة العقيدة الإسلامية ، فتفتقت عقولهم عن فكرة الحوار والتقريب ليطفئوا روح التشوف لدى شعوبهم  ويقروا في قلوبهم أن الفروق بين الأديان فروقا شكلية ، وكلها تؤدي إلى الله.

-الباعث الثاني :  تحقيق البعد التنصيري في صفوف المسلمين ، حيث تبنى النصارى خيار الحوار ، لم يكن ذلك تحليا منهم عن وظيفتهم الأصلية ، فمجلس الكنائس العالمي رأى أن الحوار وسيلة مفيدة للتنصير لكشف معتقدات وحاجيات الآخر  وهي نقطة البداية الشرعية للتنصير .

-الباعث الثالث :هو الباعث السياسي ، فطغيان المد الشيوعي الملحد على العالم وتهاوي معاقل النصرانية ،   هي محاولة للوقوف أمام المد الشيوعي ، خاصة في الشرق الأوسط ، كما أن الحكومات الغربية تبنت الحوار والتقريب بين الأديان لتتمكن من دمج المهاجرين المسلمين في البلدان الغربية ، واتخاذهم ورقة ضغط على الحكومات الإسلامية ، ومهاجمة مشروع الدول الإسلامية  وتطبيق الشريعة .

هناك أهداف أخرى سطرها الغرب من خلال دعوته إلى الحوار مع المسلمين ، أوردها الدكتور موسى الإبراهيمي في سياق تشخيص الصراع القائم  بين الحق والباطل نذكرها على سبيل الإجمال .

-التهجين : ويقصد به الخلط بين الثقافات ، ليتم قبول أفكار النصرانية ولو مجزأة .

-تليين الدين الإسلامي :  من خلال تقديم تنازلات من أي نوع كانت ،بالنظر إلى صلابته ، وخلخلة عقيدة الولاء للمؤمنين والبراء من غيرهم .

-ترويض الشباب :من خلال جمعهم في مخيمات إسلامية نصرانية مشتركة.

-تكريس الانقسامات بين المسلمين: بمنع قيام وحدة إسلامية ، وذلك عن طريق الحوارات التي تتبناها الكنيسة مع الجماعات الإسلامية والمجامع والمراكز الإسلامية على كل وحدة ” 8

إن ما سبق ذكره من بواعث في تبني الحوار كآلية من طرف الغرب للإطاحة بالمسلمين والإسلام ، لا ينفي وجود فئة منهم ، و إن كانت تمثل أقلية تسعى إلى التواصل والتحاور ،وهي تعكس النوايا الحسنة التي تدعو المسلمين إلى فتح الباب لهم في الإطار المسموح به ، وفي هذا الباب يقول الدكتور سعيد بن سعيد ” ما يشجع على التحاور مع الغرب تلك الأصوات العاقلة الغربية  التي تتسم بالحياد ، فإن قليلين هم أولئك الذين يأخذون مأخذ الجد في شن حروب صليبية تستهدف المسلمين والإسلام ” 9 .

وهو نفس الكلام الذي تزكيه الدكتورة زينب عبدالعزيز في سياق حديثها عن موقف الغرب من الإسلام ” موقف الغرب من الإسلام واحد لم يتغير ، وتعامله مع القرآن سواء من خلال الرؤية التاريخية أو الرؤية المعاصرة ، يتبع منهجية عدائية الموقف ، وإن تنوعت الأساليب وفقا للعصور ، ومن جهة أخرى ليس كل المسيحيين معادون للقرآن أو للإسلام والمسلمين ” 10 .

 

1-حوار الأديان: د. أحمد بن حسين الفقيهي ، ص12 ،خطبة الجمعة 16/04/1429

2-الحوار مع غير المسلمين: د. سعد بن مطر العتيبي ،ص17 ، المعهد العالي للقضاء ، جامعة محمد بن سعود الإسلامية .

3-موقف الغرب من الإسلام :–مقال- دة . زينب عبدالعزيز، 23يونيو 2015 (مؤمنون بلا حدود) .

4 -Julien Réis :Les chretiens parmi les réligions « Desclée » , Paris p :3  .

5- الحوار مع الاخر : د. أحمد صدقي الدحاني (ت2003) 16/17/12/ 2002 ،ص4، الناشر : دار الكتاب العربي دمشق القاهرة.

6-الظاهرة الغربية : د . سيد حسين نصر ،ص13، العدد 05- 2005  ، كتب الأمة .

7- مجلة أديان: د. سيد حسين نصر ،ص13، العدد 05-2005  ، كتب الأمة .

8-حوار الحضارات وطبيعة الصراع بين الحق والباطل : د. موسى الإبراهيمي، ص 292، الناشر: دار الأعلام للنشر والتوزيع ،  سنة النشر:2003 .

9- مسارات تشكل الدولة بين الغرب والإسلام : د . سعيد بن سعيد 2015 م.

10- موقف الغرب من الإسلام : دة . زينب عبدالعزيز ،  ص18 ، الناشر : دار الكتاب العربي ، دمشق – القاهرة، الطبعة 3.

The post حوار الأديان عند الغرب -الأسباب والمقاصد- appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام https://ift.tt/2m6AxtZ
via IFTTT

حوار الأديان عند الغرب -الأسباب والمقاصد-


via منار الإسلام https://ift.tt/2m6AxtZ

Friday, September 27, 2019

حب الجاه والرئاسة


via منار الإسلام https://ift.tt/2mhd2hZ

حب الجاه والرئاسة

من أفواه الرجال:

حب الجاه والرئاسة

بديع الزمان سعيد النورسي

عندما يندفع الإنسان في العمل انطلاقا من حب الجاه والرئاسة، فإن عمله سينغمس كنتيجة لذلك في الأخطاء، الجاه والرئاسة تستدعي تصرفات غير مشروعة أحيانا.

ثم إن اندفاع الإنسان في مثل هذا يجعله يقصر في الخير إذا لم يحقق له ما يريد. وقد يؤدي التنافس على الجاه والرئاسة إلى أنواع من الشرور والخصومات عدا عن كونه يؤثر في أصل النية فيحبط العمل. لذلك كان المرض خطيرا وعلاجه ضروريا. وقد كتب الغزالي في ذلك وهذه مختارات من كلامه رحمه الله:

بيان ما يحمد من الجاه وما يذم:

مهما عرفت أن معنى الجاه ملك القلوب والقدرة عليها فحكمه حكم ملك الأموال فإنه عرض من أعراض الحياة، وينقطع بالموت كالمال، والدنيا مزرعة الآخرة، فكل ما خلق في الدنيا فيمكن أن يتزود منه للآخرة، وكما أنه لا بد من أدنى مال لضرورة المطعم والمشرب والملبس، فلا بد من أدنى جاه لضرورة المعيشة مع الخلق، والإنسان كما لا يستغني عن طعام يتناوله فيجوز أن يحب الطعام أو المال الذي يبتاع به الطعام، فكذلك لا يخلو عن الحاجة إلى خادم يخدمه، ورفيق يعينه، وأستاذ يرشده، وسلطان يحرسه ويدفع عنه ظلم الأشرار، فحبه لأن يكون له في قلب خادمه من المحل ما يدعوه إلى الخدمة ليس بمذموم، وحبه لأن يكون له في قلب رفيقه من المحل ما يحسن به مرافقته ومعاونته به ليس بمذموم، وحبه لأن يكون له في قلب أستاذه من المحل ما يحسن به إرشاده وتعليمه والعناية به ليس بمذموم، وحبه لأن يكون له من المحل في قلب سلطانه ما يحث ذلك على دفع الشر عنه ليس بمذموم، فإن الجاه وسيلة إلى الأغراض كالمال، فلا فرق بينهما إلا أن التحقيق في هذا يفضي إلى أن لا يكون المال والجاه بأعيانهما محبوبين له.

بيان علاج حب الجاه:

اعلم أن من غلب على قلبه حب الجاه صار مقصور الهم على مراعاة الخلق مشغوفا بالتودد والمراءاة لأجلهم، ولا يزال في أقواله وأفعاله ملتفتا إلى ما يعظم منزلته عندهم وذلك بذر النفاق وأصل الفساد، ويجر ذلك لا محالة إلى التساهل في العبادات والمراءاة بها إلى اقتحام المحظورات للتوصل إلى اقتناص القلوب، ولذلك شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الشرف والمال وإفسادهما للدين بذئبين ضاربين، وحب الجاه ينبت النفاق كما ينبت الماء البقل إذ النفاق هو مخالفة الظاهر للباطن بالقول أو الفعل، وكل من طلب المنزلة في قلوب الناس فيضطر إلى النفاق وإلى التظاهر بخصال حميدة هو خال عنها، وذلك هو عين النفاق.

فحب الجاه إذن من المهلكات، فيجب علاجه وإزالته عن القلب فإنه طَبْعٌ جُبِلَ عليه القلب كما جبل على حب المال.

قال تعالى: (بل تؤثرون الحياة الدنيا، والآخرة خير وأبقى) (الأعلى: 16/17)

وقال عز وجل: (كلا بل تحبون العاجلة، وتذرون الآخرة) (القيامة: 20/21)

فمن هذا حده فينبغي أن يعاجل قلبه من حب الجاه بالعلم بالآفات العاجلة، وهو يتفكر في الأخطار التي يستهدف لها أرباب الجاه في الدنيا، فإن كل ذي جاه محسود، ومقصود بالإيذاء وخائف على الدوام على جاهه ومحترز من أن تتغير منزلته في القلوب، والقلوب أشد تغيرا من القدر في غليانها وهي مترددة بين الإقبال والإعراض، فكل ما يبنى على قلوب الخلق يضاهي ما يبنى على أمواج البحر فإنه لا ثبات له.

The post حب الجاه والرئاسة appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام https://ift.tt/2mhd2hZ
via IFTTT

المجتمع المدني في الصحراء: الواقع والآفاق


via منار الإسلام https://ift.tt/2ncLfzm

المجتمع المدني في الصحراء: الواقع والآفاق

يكاد يجمع الباحثون اليوم على أن الصحراء تعيش انبعاثا جديدا لحركة ثقافية علمية غير مسبوقة يقودها بعض الفاعلين المثقفين تحت يافطة المجتمع المدني، بل لعلنا قد نجزم أنها في تزايد وتصاعد مستمر وبطاقات متجددة، وقد سجلت هذه الفعاليات المدنية انجازات إيجابية لابأس بها على الصعيد المحلي والوطني، في مجالين أساسيين: المجال الثقافي الإشعاعي، والمجال التربوي، التي تهدف إلى الرعاية والاهتمام بالنشء، والمجال الرياضي، والمجال الإحساني، والمجال الحقوقي..

ومما نرمقه متفائلين في الآونة الأخيرة أن هذه الحركة الثقافية العلمية تركت أثرا طيبا في نفوس فئات عريضة من المجتمع، وهذا ما يفسر حضورها الوازن لأغلب التظاهرات العلمية والثقافية التي تنشطها فعاليات المجتمع المدني في الصحراء، وربما سبب ذلك يرجع إلى أن الفاعلين الذين يقودون هذه الحركة الثقافية هم نشطاء من البيئة الصحراوية، مما أكسبها تعاطفا كبيرا وشرعية مباركة من متتبعيها.

لعل المجتمع المدني اليوم صار قناعة تترسخ يوما بعد يوم، وربما أضحى بديلا من بين البدائل التنموية في التغيير والنهوض بالشأن المحلي في الكثير من الأصعدة والمجالات الحيوية. ولاشك أن هذه الطلائع التي باتت تضع لها موضع قدم كقطاع ثالث إلى جانب القطاع العام والخاص. استطاعت بتظافر الجهود والشراكة مع الفاعلين والمنتخبين والمؤسسات الوصية أن تحقق نتائج محفزة في غاية الأهمية، دفعت المزيد من الفئات المثقفة إلى الانخراط نسبيا تحت لواء المجتمع المدنية.

المجتمع المدني في الصحراء: التساؤلات والانشغالات

هذه المعطيات تدفعنا إلى طرح بعض التساؤلات عن أسباب ودواعي هذه الحركة الثقافية العلمية، ومن بين تلك الأسئلة:

هل هذه الحركة الثقافية العلمية موجة عابرة حفزتها مثيرات خارجية أم قناعة راسخة تنم عن وعي بأهمية الانخراط في العمل الجمعوي؟ هل منح فضاء المجتمع المدني مساحة كافية من الحرية المقننة، ومجالا خصبا لتفريغ الطاقات الكامنة التي لم تتحها بعض الفضاءات الأخرى؟ هل وجد الفاعلون في المجتمع المدني الحيز الأرحب لإطلاق إبداعاتهم وأفكارهم وآراءهم دون معوقات تحد من إنجاز تصوراتهم واقتراحاتهم على أرض الواقع؟ هل التعثر الذي تعرفه الصحراء في مجال التنمية العلمية كان عاملا في ظهور هذه الحركة الثقافية العلمية؟ أم أن التطور التكنولوجي وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وبروز بعض الصفحات الإعلامية الالكترونية المحلية دفعت بظهور هذه الحركة الثقافية العلمية؟

قد لا يهمنا بالدرجة الأولى الإجابة عن كل هذه الاسئلة، بقدر ما يهمنا طرح المزيد من مثيلها بشكل أعمق، فقد تحمل هذه الأسئلة إجابات بعضها البعض تلميحا ضمنيا أو تصريحا إذا ما استوعبت بمفهوم المخالفة. إننا نتحدث عن مجتمع مدني حديث الولادة حديث الانخراط في الشأن المحلي والإقليمي، فما هي الحلقة المفقودة التي وجدها الفاعلون في المجتمع المدني دون غيره؟ قبل الشروع في الإجابة عن هذا السؤال، لابد أن نسجل عدة ملاحظات عن طبيعة مجال المجتمع المدني:

  • نعني بالمجتمع المدني كل المنظمات غير الحكومية كالجمعيات ذات البعد (الثقافي والإحساني والتكافلي والرياضي والاجتماعي والاقتصادي..) والمراكز البحثية والنقابات المهنية والحقوقية.. فكل مؤسسة خاصة تعمل بعيدة خارج سلطة الدولة وإمرتها أو أي حزب سياسي قد يؤثر على سيرها وأهدافها المسطرة، اللهم ما يؤطرها من قانون تنظيمي فهو يحدد صلاحياتها ويراقب أنشطتها ومدى تطابقها مع دستور البلاد.
  • المجتمع المدني هو الفراغ المكاني الذي يقع بين سلطة الانتماء للأسرة والدولة بسبب القرابة أو الانتماء الجغرافي، وكلاهما مجال ينعدم فيه الاختيار بل يجد المرء نفسه منتميا إليهما وجوديا ومكانيا وزمانيا. في حين أن المجتمع المدني يكون الانتماء له نابع من حرية الاختيار القائم على فكرة أو هدف ما.
  • المجتمع المدني رأسمال اجتماعي وبطبيعة الحال لن يكون بديل عن الدولة بل مكملا لعملها ونشاطها وتنخرط في برامجها[1].
  • المجتمع المدني ليس نظاما تراتبيا يفرض انتقال القرارات من الهرم إلى القاعدة بل العمل فيه يقوم على مبدأ التشاركية والمساواة واحترام الرأي الآخر.

المجتمع المدني: المفهوم والمقومات.

 من خلال هذه الملاحظات يمكن أن نعرف المجتمع المدني بأنه: هيئة اجتماعية معقدة مستقلة غير انتمائية تؤطرها رؤية مشتركة، سمتها العمل الجماعي والإرادي الذي يخدم الإنسان.

ونرصد من خلال هذا التعريف أن المجتمع المدني يرتكز على ست مقومات أساسية، وأن أي تجربة اجتماعية ناجحة لابد أن تتوفر فيها هذه المقومات، مما يقتضي منا بسط الكلام فيها أكثر:

الهيئة: هي التي تضفي على العمل الصبغة القانونية وتتيح لها إمكانية تقمص الصفة المعنوية التي تمكنها من نسج علاقات مع مختلف أطياف المجتمع، قطاعا عاما أو خاصا داخليا أو خارجيا.

العلاقة المعقدة: يشير هذا الوصف إلى النزعة التي يتسم بها العنصر البشري باعتباره كائنا معقدا قد يتطلب آليات محددة للتواصل والإقناع.

الرؤية: ونعني بها كل الأهداف المسطرة التي يتوخى الفاعلون تحقيقها آنيا أومستقبليا.

الإرادية: “أي يقيمها الناس وينخرطون فيها، أو يحلونها، أو ينسحبون منها، وذلك على النقيض تماما من مؤسسات المجتمع البدوي التي هي مؤسسات طبيعية يولد الفرد منتميا إليها مندمجا فيها ولا يستطيع الانسحاب منها كالقبيلة والطائفة”[2]. كما تتضمن هذه الإرادية مبدأ التطوع وهو الصفة الوحيدة القادرة على الإلزام المعنوي الذي يفرض الفاعل فيها إلى بذل المزيد من الجهد والعطاء.

العمل الجماعي: ونقصد به بأن رأي الاثنين أفضل من رأي الواحد ، ورأي الثلاثة أفضل من رأي الاثنين، فكلما درست الهيئة عملا ما بشكل جماعي كان مصانا ومعضدا بغيره من الآراء مما يكسبه مصداقية عملية كبيرة، وهذا ما تجسده الآن الاجتهادات الجماعية مثل القضاء الجماعي والاجتهاد الفقهي الجماعي المتمثل في المجامع الفقهية والمجامع اللغوية والمراكز البحثية التي تشتغل في إطار جماعي تشاركي.

يخدم الإنسان: ونعني بذلك أن مؤسسات المجتمع المدني هي هيئات غير ربحية، ولا يرجى منها تحقيق مصالح شخصية أو الوصول إلى سدة السلطة أو المناصب المرموقة..

ونعود للإجابة عن سؤال: ما هو الشيء المفقود الذي وجدته الفئات الشبابية المثقفة في المجتمع المدني دون غيره؟

عرف المغرب مجموعة من المؤسسات التقليدية الشعبية[3] ذات الصلة والشبيهة بالعمل الجمعوي المستقل منذ القديم انبجست من رحم المجتمعات القبلية مثل: آيت الأربعين والكتاتيب القرآنية والزوايا الدينية والمؤسسات الوقفية التي تخدم المجالات الاجتماعية، فكان لهذه الهيئات دور كبير في تأطير جهود المجتمع وتوجيه اختياراته التربوية والعلمية خارج سلطة المخزن، بل كان هذا الأخير يستمد قوته وسلطته من مدى تفاعله وعلاقته التي يقيمها مع هذه الهيئات المجتمعية. وفي هذا الصدد يقول محمد عابد الجابري:” إن المجتمع المغربي إلى حدود الثلاثينيات من هذا القرن، كان مجتمعا تؤطره القبيلة والزاوية. لقد كان هناك إطاران اجتماعيا وحيدان ومتداخلان ينظمان أفراد المجتمع المغربي، هما القبيلة والطريقة الصوفية أو الزاوية. أما الدولة فقد كانت جهازا فوقيا يستمد سلطته وفاعليته بل ووجوده من نوع العلاقة التي يقيمها مع الإطارين المذكورين”[4].

كما يحتل مفهوم المجتمع المدني مكانة كبيرة في الكتابات الغربية من حيث “مضامينه وأدواره المختلفة فهو يمكن أن يحد من سلطة الدولة أو مواجهة هيمنة الدولة من خلال النقابات والأحزاب المُعبِّرة عن الطبقات المُستغلَّة لتحقيق التغيير بطرقٍ سلمية كما يقول غرامشي (ت1937م)”.[5]

وتبعا لما سبق “يعتبر المجتمع المدني في عصر العولمة “جيشا” عاتيا يمكنه تحقيق ما عجزت عن تحقيقه القطاعات الحكومية في أقدر الدول وأكبرها. ذلك لما يملكه هذا المجتمع من قدرات وطاقات ووسائل لا حصر لها، ناهيكم عن خزان الإبداعات والمواهب التي يزخر بها”[6]

يمكننا أن نستشف من هذا الطرح أن ما وجدته الفئات المثقفة في المجتمع المدني هو أمران اثنان: المشاركة في تدبير الشأن المحلي والسلطة المعنوية التي تمنحها هذه التمثيلية للمجتمع المدني من طرف المجتمع، حيث مكنها هذان العاملان من تفعيل وتنزيل التصورات والآراء النابعة عن الانشغالات ذات الطابع الخصوصي التي تشغل بال الفاعلين الجمعويين في المنطقة، بدل الانتظار والتوقف إلى أن تفد الاصلاحات والمشاريع التنموية من المصالح المركزية للدولة ويتم إنزالها دون أدنى استشارة أو تداول مع الشأن المحلي.

استنتاجات ومقترحات:

ومجمل القول إن للمجتمع المدني دور كبير في العملية التنموية المحلية ولا يتم تفعيل هذا الدور إلا بانفتاح المؤسسات الوصية على أطيافه وإشراكه في هذه العلمية التنموية، وتمكينه من السبل والاجراءات القانونية التي تعطيه الحق في مزاولة مهامه وتفعيل دوره المنوط به. لذلك:

  • لابد من ترسيخ ثقافة العمل الجمعوي التطوعي، والدفع بالمزيد من الطاقات رجالا ونساء إلى الانخراط في فكرة المجتمع المدني الهادف.
  • يستحسن التركيز على القضايا المحورية الملحة آنيا مثل قضايا: التعليم والتربية والصحة وحقوق الإنسان..
  • للمجتمع المدني دور كبير في الوقاية من التفكك الأسري وصيانة المجتمع من الظواهر الاجتماعية السلبية وتفشي الصراعات العرقية والإثنية.
  • يمكن للمجتمع المدني أن يجدد بناء الثقة من جديد بين الدولة والمجتمع التي شابتها سياسة بعض الأحزاب السياسية أو المجالس المنتخبة ويبني حوارا أكثر ثقة وانفتاحا، قد يستغرق ذلك البناء وقتا طويلا لكنه قد يتحقق إذا ما أنجزت أعمال إيجابية على رأض الواقع.
  • حبذا لو تم الإعلان عن القطيعة مع مرحلة الكم التي تشهدها الساحة الجمعوية في الصحراء والتي أنتج عنها تأسيس الآلاف من الجمعيات المدنية والتي ربما تنقصها الكثير من الجدة والفاعلية، بل لابد من الانتقال من المرحلة العشوائية إلى المرحلة التنظيمية التي تتغيى التجويد في العمل الجمعوي والتركز على الحضور (الكيفي لا الكمي).
  • يجب الاهتمام بالمصادر التمويلية الخاصة وعدم الاكتفاء بالموارد التي تقدمها الدولة سنويا والتي غالب ما تكون شحيحة وربما تعتبر من معوقات العمل المدني فضلا عما تفرضه من تبعية قد تضعف من العمل الجمعوي وتفرغه من محتواه، لذلك لابد من التفكير في التمويل الذاتي بإنشاء مشاريع ذاتية تكفل عدم توقف سير الأنشطة اليومية داخل العمل الجمعوي.
  • يلزم التفكير في توحيد الجهود والتنسيق بين هيئات المجتمع المدني تلافيا للصراع حول الأدوار أو التحزب وراء جهات معينة.

وفي الختام يمكن القول: يُتوقع أن يصبح المجتمع المدني هو المرشح الأبرز والقادر على قيادة المرحلة التنموية التي تعيشها الصحراء وذلك لثلاثة أسباب: أولها: توفرها على نخبة مثقفة لا بأس بها صارت تتشكل في الآونة الأخيرة من مختلف الحقول المعرفية. ثانيها: معرفتها بخصوصية المنطقة وبيئتها وما تحتاجه مرحليا واستشرافيا. ثالثها: استمد العمل الجمعوي في الصحراء أسباب نجاحه وقوته من وعي المجتمع بأهمية ودور المجتمع المدني في إحداث تنمية اجتماعية وثقافية واقتصادية..مما أضفى عليه شرعية علمية أكسبته احتراما وتقديرا كبيرا في المنطقة.


[1] – حركة الخدمة والمجتمع المدني نسمات محمد جكيب: https://nesemat.com

[2] – محمد عابد الجابري، إشكالية الديمقراطية والمجتمع المدني في الوطن العربي، مجلة المستقبل العربي، عدد176 يناير 1993، ص:8. نقلا عن عبد القادر العلمي، مقال بعنوان” المجتمع المدني”

https://ift.tt/2na9azc

[3] – المجتمع المدني بين السياق الكوني والتجربة المغربية، رشيد جرموني، مقال بموقع

https://ift.tt/2lFBCJ2

[4] – المغرب المعاصر: الخصوصية والهوية الحداثة والتنمية، محمد عابد الجابري، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى الدار البيضاء، ص:155.

[5] – مفهوم المجتمع المدني المروج في أدبيات التنمية نصوص من منظمة الإسكوا نموذجا، أحمد بعلبكي، مجلة عمران العدد الأول سنة 2016، ص:103.

[6] – الحركات الإصلاحية وعائق المجال الثقافي، عبد المجيد بوشبكة، مقال مجلة نسمات: https://nesemat.com

The post المجتمع المدني في الصحراء: الواقع والآفاق appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام https://ift.tt/2ncLfzm
via IFTTT