Tuesday, July 2, 2019

دعاء وتقديم

بداية أستغفر الله العظيم أن أتحدث عن المجاهدين الصابرين في مصر جند الله بل خير أجناد الأرض وأسال الله تعالى ان يرفع البلاء عنهم وان يفرج كربتهم وأن يتقبل الشهداء منهم آمين هذا الدعاء  وهذا الأذان يرفع الآن فاللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وآته الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة إنك لا تخلف الميعاد .

مرت سنوات على الانقلاب العسكري في مصر بتحالف مع الأحزاب حدث كانت له آثار كبيرة داخليا ودوليا 

ذكرى دروس بليغة رغم الآلام تستحق الوقوف معها وقفة طويلة والنظر فيها نظرة إيجابية متفائلة بالله واثقة في نصر الله متعلمة من قدر الله  متتلمذة على كتاب الله متأسية برسول الله عليه صلاة الله . لا يسعف مقال ولا كتاب الإحاطة بدروسها وإنما يستدعي الأمر عملا جماعيا وبحثا عميقا متأنيا 

رأيت في هذه العجالة أن أربط بين هذا الحدث وغزوة الأحزاب لتشابههما في اجتماع الأحزاب وغدر الأحلاف راجيا أن يكون التشابه في المآل حيث يتفرق الأعداء ويمكن الله للضعفاء 

 

1  _ بشروا ولا تنفروا

 

يوم الأحزاب حيث بلغت قلوب المؤمنين الحناجر وجاءهم الأعداء من فوقهم ومن أسفل منهم وأرجف المنافقون في المدينة وثبطوا العزائم وغدرت يهود في هذه الظروف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحطم الصخرة في الخندق ويبشر بفتح فارس والروم . عمل دؤوب شاق يوازيه تبشير وتحفيز .

ليست 30 يونيو إلا مرحلة لا بد منها بين يدي نصر الله الموعود . مرحلة يمحص فيها الله المؤمنين ويبتليهم ابتلاء شديدا ليكونوا على أثر السابقين من الأنصار والمهاجرين ويمحق الله المنافقين  . 

ما كان الأحزاب المحاصرون للمدينة المنورة  يظنون أنه بعد عام سياتي المؤمنون إلى مكة معتمرين مفاوضين وبعد عامين سيدخلونها آمنين محلقين ومقصرين وبعد ثلاث سيدخلون فاتحين منصورين

 

 _2 لعلهم يتضرعون

 

قال تعالى : ” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا ” سورة الأنعام 42

من حكمة الله أن يبتلي عباده بالبأساء والضراء فيتضرع له المؤمنون فيقربهم له ويتقرب لهم ويستجيب ويعظم الأجر وتقسو قلوب المجرمين فيكون من استدراجه لهم واستهزائه بهم أن يفتح لهم أبواب كل شيء ” حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ” الأنعام 44 

بتضرع المؤمنين تتحقق غاية وجودهم العبودية لله رب العالمين وبفرح المستكبرين يتحقق شرط المحق والهلاك .

 

_ 3 تقويم العمل ومراجعة الذات

 

قال تعالى : ” مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا ” النساء – 79

ما يصيبنا هو بسبب ذنب ارتكبناه لا بد من التوبة منه أو بسبب تقصير في واجب أهملناه لا بد إقامته . ومن أوجب الواجبات إحسان العمل وإحكام الخطة لذلك لا بد من تقويم مستمر نحتسبه توبة إلى الله تعالى . 

 تقويم العمل وإعادة النظر في طرائق التفكير  وترتيب الأولويات والاستفادة من التجربة الذاتية والتعلم من تجارب الاخرين والاستماع لنقد الأقربين والأبعدين والبحث والدراسة كلها أمور ضرورية 

 

4 _ مرونة وثبات

 

  لا بد من مرونة تراعي المقاصد ولا تتنافى مع المبادئ , تظهر هذه المرونة في رغبته صلى الله عليه وسلم أن يصالح غطفان على تمر المدينة حقنا للدماء وتفريقا للأعداء دون أن يتجاوز مبدأ الشورى فقد استشار صلى الله عليه وسلم السعدين ابن معاذ وابن عبادة زعيما الأنصار فرفضا فما كان منه عليه السلام إلا ان يلتزم بنتائج الشورى . 

 

5 _ تصنيف الأعداء وكسب الأصدقاء:

 

الأعداء ليسوا في مرتبة واحدة فغطفان القادمين طمعا ليسوا هم قريش الذين أتوا استكبارا في الأرض ومكر السيء ولا بنو قريظة الحاقدين . وقد عامل صلى الله عليه وسلم كل طرف بما تقتضيه مرتبته . في المقابل استثمرت الحكمة النبوية كل مسلم ووظفته حسب موقعه وقدراته فهذا نعيم الذي أسلم حالا يوجهه صلى الله عليه وسلم الى استغلال جهل الكفار باسلامه بقوله “:فخذل عنا إن استطعت ” ففرق بدهائه جموع الأحزاب  وقصة نعيم بن مسعود  مشهورة في كتب السيرة . 

وهذا حذيفة يكلفه بالاطلاع على القوم واختراق صفوفهم : 

عن حذيفة رضي الله عنه قال :  لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وأخذتنا ريح شديدة وقر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة فسكتنا فلم يجبه منا أحد ثم قال ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة فسكتنا فلم يجبه منا أحد ثم قال ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة فسكتنا فلم يجبه منا أحد فقال قم يا حذيفة فأتنا بخبر القوم .

 

 

The post دعاء وتقديم appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام https://ift.tt/2NrGsGG
via IFTTT

No comments:

Post a Comment