Friday, September 20, 2019

عقيدة التثليث

إن عقيدة التثليث بدعـة عظيمة أحدثها النصـارى لا تُعْرَفُ في أي شريعة سماوية، فلم يعرفها أنبياء الله السابقون الذين يعترف بهم أهل الكتاب كنوح وإبراهيم ولوط واسحاق ويعقوب عليهم السلام، ولا أنبياء بني إسرائيل التي وصلت إليهم أخبارهم كيعقوب ويوسف وموسى وهارون وداود وسليمان -عليهم السلام-، وهذه العقيدة ظاهرة الفساد ومجانبة الحق، فقد قال في حقهم شهاب الدين القـرافيفي مقدمة كتابه “الأجـوبة الفاخـرة”ما يلي “فإن النصـارى أمـة عميـاء وطائفة جَهْلاء، قد غلـب عليها التقليد، وتجنبوا محجة النظر السديد، حتى لا يبحثوا عن صحة ما يُلقيه إليهم أساقفتهم، ولا يتأملوا ما يعتمده في دينهم أكابرهم وطغاتهم، ولولا ذلك لم يبق لدين النصرانية وجود لظهور فساده، وناهيك من قَوْلٍ يعتقدون أن إلهَهُمْ خَلَقَ أُمَّهُ، وأَنَّ أَمَّـهُ قد وَلدتْ خالقَهَـا“.

 

فليـس في أسفار العهد القديم الذي يؤمن به النصارى -مع ما فيها من التحريف و الضلال-، أَيَّة إشارة من أخبارهم الواردة عن الأنبياء ودعوتهـم، أن هؤلاء الأنبياء دعوا إلى عبادة إلـه مثلث الأقانيم أو تلفظوا بلفظ التثليث وما شابه ذلك، بل ما تواتر صدقا عنالأنبياء –على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- أنهم دعوا بدعوة كل الرسـل من آدم -عليه السلام- إلى محمد صلى الله عليه وسلم، حيثإنهم دعوا إلى عبادة إلـه واحد، وهذا أيضاً موجود في أسفار العهد القديم عند اليهود والنصارى -رغم ما وقع فيها من التحريف و التبديل-.

 

فمـراد النصارى بالتثليـث أو عقيدة التثليث، هو أن الله – و العياذ بالله من قول الشرك- أنه ثالث ثلاثة، يَدَّعُونَ أنه واحد و ثلاثة في آن واحد، يشمل الأب و الابن و الروح القدس ـ

ثانيا: استدلالات النصارى على عقيدة التثليث.

 

يعتقد النصارى التثليـث و يَجِدُّون في استدلالاتهم -رغم كونها واهية وظاهرة البطلان- على هذهالعقيدة، كما جاء في كتابهم المسمى قاموس الكتاب المقدس من قولهم: “إلـه واحد، الأب والابـن والرّوح القدس إله واحد، جوهر –ذات- واحد متساو في القدرة والمجد“، كما أنهم يفسرون الروح القدس عندهم بأنه هو حياة الله تعالى،ويفسـرون عقيدتهم هذهبقولهمإن تعليم الثالوث يتضمن ما يلي:

  • وحدانية الله،
  • لاهوت الأب والابن والرّوح القدس،
  • أن الأب والابن والرّوح القدس أقانيم ثلاثة، كل منها يوصف بالأزلي والأبدي.

 

فإننا نجد أن فرق النصارى قامت بالتلفيق في تقديم بعض الاستدلالات الواهية على عقيدتهم في التثليث إذ لفقوا كلاما زعموه دليلا، فمـن ذلك ما يلي من ادعاءاتهم:

 

  • قولهم بأن الله -سبحانـه وتعالى- ورد اسمه بالعبـرية “ألوهيم”، الذي يدل على الجمع وأنه استخدم بصيغة الجمع في التحدث عن نفسه، كما ما جاءفي كتابهم المسمىبسفـر التكويـن قولهم: “وقال الله نعمـل الإنسان”.

 

  • قولهم في ألفاظ الصورة الموضوعة للمعمودية الواردة في إنجيل متّـى، وهي: ” عمدوا باسـم الأب والابن والروح القدس”.

 

  • ظروف معمودية المسيح –على حد قولهم-، حيث جاء في إنجيل متّـى ما نصه: “فلما اعتمد يسوع، صعد للوقت من الماء، وإذا السماوات قد انفتحت له، فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وأتى عليه صوت من السماوات قائلا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُرِرْتُ”.

 

ثالثا: أدلة إثبات الوحدانية وإبطال التثليث من كتب العهد القديم والأناجيل المحرفة.

 

لاشـك أن جميع الرسـل والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- دينهم واحد،وهو الإسلام، و قد دعوا جميعهم أقوامهم إلى عبادة الله تعالى، وتوحيده وعدم الإشراك به، وأن أهل الكتاب – من يهود ونصارى- خالفوا رسلهم، وأن كتبهم الحالية قداعتراها التحريف و التبديل، وما احتوته شاهدة على أباطيلهم وافتراءاتهم، و مما يدل على فساد وإبطال عقيدةالتثليثمن كتبهم، ما يلي:

 

  • ما جاء في الإنجيل–المحرف- في قوله: “لا صالح إلا الله الواحد ولا يعلم يوم القيامة سوى الله تعالى“اهـ.

 

  • وكذلك في نفس الكتاب جاء فيه ما يلي: “إنك قد أريت لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخر سواه“.

 

  • ما جاء في كتابهم المسمى سفر التثنية: “اسمع يا إسرائيل، الرّب إاـهنا رب واحد“.

 

  • ثم جاء في إنجيل مرقسما يلي: “أنَّ أحد اليهود سأل المسيح، أي وصية هي أوَّل الكُلِّ، فأجاب يسوع: إن أوّل كُلِّ الوصايا هي اسمع يا إسرائيل، الربُّ إلهنا ربٌّ واحد… فقال له الكاتب: جَيِّد يا معلـم بالحقِّ، قلت: لأنه الله واحد وليس آخر سواه“.

 

فهـذه وغيرها مما جاء في كتبهم من دعاويهم وصايا المسيح و غيرها -وإن شابها التحريف-، وأنها من أول الوصايا، لم يرد فيها قول بالتثليث، فلو كان يقول بالتثليث لكان بالأحرى أن ينص عليها في هذا الموضـع، إذ كيف يكون مبلغا عن الله وهو لم يوضح لهم مثل هذا الأمر –الأساسي في اعتقادهم-، خاصة وأنه يمس جانب العقيـدة عندهم …، فظهر بالتالي وبجلاءإبطال عقيدة التثليث

The post عقيدة التثليث appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام https://ift.tt/2QlAgSk
via IFTTT

No comments:

Post a Comment