Wednesday, May 29, 2019

الدرس التشكيلي في المدرسة الابتدائية المغربية مدخل نظري للاشتغال المنهاجي (2)

2 ـ الكفايات:         

1.2.  لماذا مدخل الكفايات وليس مدخل الأهداف في التدريس المغربي؟:

          شهد التعليم المغربي على مدى العقود الأخيرة  سياسات تعليمية واسعة تهدف إلى بناء وضعية تعليمية معقلنة، هادفة إلى تجاوز الصعوبات والتحديات المغربية السياسية والاجتماعية والعلمية والثقافية والتكنولوجية، مستهدفة في تفاصيلها الرفع من مردودية التعليم في البلاد، وتفعيل دوره في التنمية البشرية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والحضارية؛ وفي ترشيد الطاقات والفعاليات، وتبحث عن أرضية فلسفية تربوية مشتركة تنطلق منها في تجديد نفسها. فجاء أخيرا الميثاق الوطني للتربية والتكوين معلنا عن نفسه مرجعية فلسفية للنظام التعليمي المغربي،وجاءت أجرأته معلنة عن التغيير في هذا النظام، وفي مداخله البيداغوجية والديداكتيكية، و في حيثيات ممارسته في المدرسة المغربية.

وقد كان النظام التعليمي المغربي ـ لأجل ذلك ـ اعتمد بيداغوجيا الأهداف مدخلا للتدريس، حيث  حققت له الانتقال النوعي في  التدريس، بنقله من الخبرة والممارسة الصفية غير الموجهة بالتخطيط والضبط العلمي إلى الممارسة العلمية والمعقلنة، وإلى التخطيط المضبوط لمكونات العملية التعليمية/التعلمية انطلاقا من تحديد الأهداف، والمضامين، والمنهجيات، والتقويم، والدعم،الضابطة للتدريس الصفي،المؤطرة لممارساته الميدانية، بما يفيد رفع العشوائية والصدفة والارتجال عنه. 

          إلا أن هذا الاختيار لاءم لفترة من الوقت معطيات المرحلة التاريخية المغربية التي عاشها، وغدا اليوم غير ملائم  للمرحلة التاريخية الحالية، وللحاجيات، والمتطلبات الفردية والمجتمعية،وأصبح قاصرا عن تحقيق هذه الحاجيات.فأصبحت معه مواصفات بيداغوجيا الأهداف التي منها: مركزية الأهداف والمضامين والمحتويات والمنهجيات ، والتفتيت ،والغيرية، والتجزيئ .. لا توافق وتسير ومتطلبات النظام التعليمي المغربي الذي أصبح متمركزا حول المتعلم، قائما على التعلم الذاتي، وعلى الطرائق النشيطة والفعالة الشاملة للتعليم التفريدي، واعتماد التربية الفارقية في التدريس، والمشروع، وحل المشكلات ، وتنشيط الجماعات الكبرى والصغرى، والتعليم بالمحاولة والخطأ، والتعليم المصغر، وتوظيف الوضعية ـ المسألة.. وانفتاح المؤسسة التعليمية على المحيط الاجتماعي والاقتصادي، والتربية المستديمة، والتعلم مدى الحياة .. مما استوجب تجديد المدخل البيداغوجي للتدريس بالمدرسة المغربية بالانتقال من مدخل التدريس بالأهداف إلى مدخل التدريس بالكفايات التي تستجيب للمستجدات التربوية والتعليمية المغربية بما أنها منظومة متكاملة من المهارات والقدرات والمعارف والأدوات والوسائط والأداءات ضمن سيرورة تدريسية تسمح للتلميذ بالإنجاز المناسب لوضعيات التعلم، بما هو مركزها ومحورها الذي تقوم عليه، وبما هو الأستاذ فيها موجه ومشرف ومخطط لوضعيات التعليم والتعلم، المحقق للمطالب البسيكوتربوية والاجتماعية والمادية والمعنوية لتلك الوضعيات.وتفعل الفضاء المدرسي في تحقيق حاجيات المتعلم،واستجلاب اهتمامه من خلال طرح قضاياه وقضايا المجتمع موضوعات للدراسة،وتمكنه من كفايات وظيفية يقوم عليها أداؤه الفردي والاجتماعي، وتنمي أبعاد شخصيته المعرفية والوجدانية والمهارية والاجتماعية، واستغلاها في التنمية الوطنية القائمة في جميع قطاعات المجتمع.

          وبما أن مدخل الكفايات هو من المستجدات التربوية،وحيث الأدبيات التربوية متضاربة في تحديده مما يشوش على الأستاذ في ممارسته الصفية وأدائه التدريسي؛ فإن المؤلف سيسلك مسلك التوضيح والتحديد للمصطلحات، ويبين أنواع الكفايات، وكيفية الاشتغال بها في التربية التشكيلية، ومكونات الكفاية التشكيلية، ثم يحدد الكفايات التشكيلية للسنة الخامسة.

2.2. تعريف الكفاية في الأدبيات التربوية:

1.2.2.  الكفاية لغة:

الكفاية من المادة اللغوية المعجمية الخام (ك.ف.ي.) وهي يغني عن غيره، وما يكفي.(1) وفي المعـجم اللغوي الفرنسـي(2) فهي تعني:

ـ معرفة معمقة تخول الحكم على شئ ما وتسمح باتخاذ قرار في مسائل معينة.

ـ قدرة القاضي على الحكم في قضية ما،وهي بذلك سلطة قانونية.

ونجد في الأدبيات التربوية من يرادفها بالكفاءة Capacité وهي لغة من (ك.ف.ء.) وتعني حـالة تكون في شيء تـساويه بشـيء آخر.(3).وللكفاءة دلالات خمس في المعجم الفرنسي نذكر منها(4):

ـ القدرة على فعل شئ ما.

ـ صفة وسمة شخص قادر على فهم أو فعل شئ ما.

ـ وهي بالجمع كفاءات (Capacités) وتعني: إمكانيات ـ ووسائل.

ونلمس أن المعجم الفرنسي يرادف بينهما من خلال القدرة على الأداء؛وهذا ما جاء في بعض البحوث المغربية(5).

3.2. التعريف الإجرائي للكفاية والقدرة:

1.3.2 الكفاية اصطلاحا:

اختلف حول المفهوم الاصطلاحي للكفاية إلى حد التضارب.وتعددت تعاريفها الاصطلاحية؛ مما يبرر إيراد بعضها للبرهنة على غنى هذا المصطلح.وهي كالتالي:

ـ جملة الإمكانيات التي تمكن فردا من بلوغ درجة من النجاح في التعلم أو في أداء مهام مختلفة(6).

ـ مجموعات ثابتة من الإجراءات والسلوكات النمطية،والمعارف،والمهارات،والاستدلالات المستعملة دون الحاجة إلى تعلم جديد(7).

ـ قدرة الفرد،أثناء مواجهة مشكلات ووضعيات جديدة،على استدعاء معلومات أو تقنيات مستعملة في تجارب سابقة(8).

ـ عبارة عن المهارات العملية والمعارف والسلوكات الفنية المعبأة الممكن استعمالها في وضعيات آنية أو مستقبلية(9).

ـ أداة مكتسبة تسمح بالفعل في سياق نشاط محدد يتكون محتواها من معارف ومهارات وSavoir-etre   مندمجة بشكل مركب.لا وجود لها في ذاتها،فهي مرتبطة في الظهور بالنشاط المهني الذي تشكلت من أجله.إنها تسمح بوضع مناهج التكوين واستراتيجياته انطلاقا من الأنشطة المهنية ومن مرتقبات attentes المستهلين والمسؤولين مما يؤدي إلى التدبير الجيد للموارد البشرية(10).

ـ هي معرفة التصرف  Savoir-agir الظاهرة والمتجلية في معرفة التحريك والنقل Savoir-mobiliser ،ودمج ومزج intégrer وتحويل transférer المعارف والمعلومات والسلوكات والقدرات والمهارات في سياقات أو وضعيات جديد(11).

ـ هي إمكانية تعبئة،بكيفية باطنية،لمجموعة مندمجة من الــموارد بهدف حل صنف من وضــعيات ـ مسألة.(12)

ـ هي نظام من المعارف المفاهيمية والإجرائية،التي تكون منظمة بكيفية،تجعل الفرد قادرا على الفعل عندما يكون في وضعية معينة،أو إنجاز مهمة من المهام،أو حل مشكل من المشاكل(13).

ـ التصرف بكيفية متوقعة في وضعيات وسياقات فعل ومواقف معقدة بناء على استدعاء كيفية وشروط الإنجاز الفعال والصائب الكفء التي اكتسبها الفاعل في كفاية مماثلة ضمن وضعيات وسياقات ومواقف متعددة متشابهة(1).

من هذه التعاريف نلاحظ أن المشترك بينها هو التحويل الكائن في طبيعة الكفاية.

2.3.2. التعريف الإجرائي للكفاية:

          بما أن الأدبيات التربوية لم تحسم في المعنى الاصطلاحي للكفاية،فإن المؤلف اتخذ تعريفا إجرائيا للاشتغال به في مكون التربية التشكيلية حيث عرف الكفاية إجرائيا ب:

          < الكفاية مجموعة قدرات متنوعة ومتراكمة ومتكاملة ومتحولة في مادة الفن التشكيلي، تسمح للمتعلم بإنجاز مهام، باستدعاء مكتسباته التعلمية التشكيلية السابقة،وتسمح بتعلمات تشكيلية جديدة من خلال المهام المنجز >.

          والكفاية بهذا المفهوم هي:

ـ مجموعة قدرات متنوعة ومتراكمة ومتكاملة  فيما بينها.

ـ الكفاية متحولة؛ بمعنى الكفاية متحولة في ذاتها بحيث تصبح قدرة في كفاية أكبر منها،مثلا كفاية الرسم بالنقط كفاية في السنة الأولى ابتدائي لكنها قدرة في كفاية تحليل صورة إلى عناصرها التشكيلية في السنة الخامسة ابتدائي.والكفاية متحولة في مجالها الذي اكتسبت فيه، إذ يكمن نقل كفاية الرسم بالنقط التي يكتسبها متعلم السنة الأولى ابتدائي إلى الرسم بالخط بمعنى نقل كفاية الرسم عند هذا المتعلم من مجالها التي اكتسبت فيه إلى مجال آخر.

ـ الكفاية غايتها الإنجاز بمفهومه الشامل.

ـ الكفاية تسمح باستدعاء التعلمات السابقة، وتمكن من التعلمات اللاحقة.

ـ الكفاية تتعلق بالتعلم.

          والكفاية بما أنها مجموعة قدرات، فيمكن تحديد تعريف القدرة.

3.3.2. التعريف الاصطلاحي للقدرة:

          يختلف الاصطلاح التربوي في تحديد مفهوم القدرة،وقد اختار منها المؤلف التعريف التالي:

 ( القدرة هي الحالة التي يكون فيها الفرد متمكنا من النجاح في إنجاز معين،كالقدرة على التحليل والتركيب،والمقارنة والتوليف..إلخ.

          ويعرف ميريو ( Meirieu 1990 ) القدرة بأنها نشاط فكري ثابث قابل للنقل في حقول معرفية مختلفة،فهي مصطلح يستعمل غالبا كمرادف للمعرفة الفعل( Savoir faire ).فلا توجد أي القدرة في شكلها الخام،وهي لا تظهر إلا من خلال تطبيقها على محتوى معين.

          يستنتج من هذا التعريف أن القدرة لا تظهر إلا من خلال تطبيقها على محتويات متعددة،نذكر منها:

ـ تحليل جملة,

ـ تحليل نص أدبي.

ـ تحليل وضعية ـ مسألة في الرياضيات )(2) .

4.3.2. التعريف الاجرائي للقدرة:

          وبما أنه اختلف في مفهوم القدرة، فإن هذا المؤلف يعرف القدرة إجرائيا في مادة التربية التشكيلية ب:

          < القدرة مجموعة من الإمكانيات التشكيلية المكتسبة من قبل المتعلم يستحضرها في تطبيقاته وتعلماته>

          والقدرة بهذا المفهوم هي:

ـ مجموعة من الإمكانيات التشكيلية المكتسبة.قد تكون إمكانيات معرفية أوقيمية أو حس حركية أو عملية أو أدائية.

ـ يستحضرها المتعلم في تطبيقاته وتعلماته.

ـ القدرة متعلقة بالمتعلم فهي ذاتية.

ـ بما أن القدرة متعلقة بالمتعلم نفسه؛ فهي في التطبيق أو التعلم تكون أبعاد شخصية المتعلم مندمجة كلها في نفس الوقت.   

4.2. أنواع الكفايات:

          الكفايات في الأدبيات التربوية أنواع، والمبرمج التربوي المغربي ذهب حسب الكتاب الأبيض ووثائق الوزارة الرسمية إلى تقسيم الكفايات وفق معيار الغاية منها التي يريد تحقيقها عند المتعلم، وآخر معيار طولي حسب الوقت المستغرق فيها والأحداث والتعلمات كالتالي:

1.4.2. معيار الغاية :

 و صنف به الكفايات حسب غايتها.فتحدث عن الكفاية التواصلية والثقافية والمنهجية الاستراتيجية والتكنولوجية(1).

حيث كل كفاية تحقق غاية عند الماتعلم المغربي بناء على موضوعها.فمثلا الكفاية التواصلية هي كفاية تمكن المتعلم من التواصل ويكون موضوعها تواصليا،وهكذا مع باقي الكفايات الأخرى وهو بذلك يفتح مجالا واسعا للانتقال الأفقي بين الكفايات في تفاعل بينها في دروس المكون الواحد من البرنامج،وبين دروس مختلف مكونات البرنامج مما يغني حقل الكفايات عند المتعلم.

2.4.2. المعيار الطولي  :

 وصنف به الكفايات  حسب طول المسافة الزمانية والتعلمية والموضوعية التي تتحقق فيها الكفاية عند المتعلم؛إلى الخاصة والكفاية الممتدة أو المستعرضة.وهي كالتالي:فأما الكفاية الخاصة فهي صنفان: الكفاية الأساسية والكفاية النوعية:

1.2.4.2. الكفاية الخاصة:

          وهي صنفان: الكفاية الأساسية والكفاية النوعية:

1.1.2.4.2. الكفاية الأساسية:

هي الكفاية المتعلقة في المنهاج بسلك معين من التعليم الابتدائي كالسلك المتوسط فمثلا كفاية( التشبع بروح التضامن والتسامح والنزاهة )(2) هي كفاية أساسية متعلقة بالسلك المتوسط الابتدائي؛ حيث لا تتحقق إلا طوليا عبر السلك كله، وعبر جميع مكونات جميع برامج السلك المتوسط ابتدائي.فمادة واحدة أو درس واحد أو دروس معينة لا تكفي لتحقيقها. أو متعلقة بمكون من مكونات المنهاج كالتربية التشكيلية مثلا. فكفاية ( تنمية الذوق الجمالي والإنتاج الفني والتكوين الحرفي في مجالات الفنون والتقنيات )(3) كفاية متعلقة بالدرجة الأولى بمكون التربية التشكيلية، وهي بذلك أساسية.

2.1.2.4.2. الكفايات النوعية:

هي كفايات متعلقة بمواد المكون الواحد في سلك أو سنة أو سنوات معينة، وفي دروس معينة.فمثلا كفاية قراءة الصورة في التربية التشكيلية، هي كفاية نوعية متعلقة بالسنة الخامسة ابتدائي.وكفاية الخط العربي كفاية نوعية متعلقة بالسنة السادسة ابتدائي.

 وهذا التقسيم الذي أجراه المبرمج التربوي المغربي لا يشذ به عن أدبيات الكفايات التي تعرف الكفاية الخاصة بتلك المرتبطة بمادة دراسية أو مرحلة من التعليم معينة أو مجال تربوي ،وتكون أقل شمولية من الكفاية المستعرضة.

3.1.2.4.2 الكفاية المستعرضة:

وهي الكفاية العامة التي لا ترتبط بمادة دراسية محددة أو بمرحلة تعليمية معينة أو بمجال دراسي معين، وإنما تمتد إليها جميعها وتستعرض فيها.فتوظف في مواد مختلفة أو مجالات عدة أو مراحل متعددة.فتكون متنوعة المكونات وطويلة زمن التحقق وكثيرة الحدثية.ونمثل لها بما عند المبرمج المغربي في مجال الكفايات والمضامين ب :كفاية اكتساب المتعلم للمهارات التي تسمح بتطوير ملكاته العقلية والحسية والحركية(4). وهي لا تتحقق إلا من خلال مكونات البرنامج جميعها،وبجميع المراحل الدراسية وأسلاكها وموادها.

والمعيار الطولي يسمح بالانتقال الدائري والعمقي للكفايات،ونمثل له بالشكل التالي:

 

 

 

 

 

 

 

 
   

 

 

 

                                                                                مكون4

 

                                                                                مكون3

 
   

 

 

                                                                                      المستوى العمودي: المكونات

                                                                                 مكون2                   و البرامج

                                                                                مكون1

                     

                                                                                      الكفايات.

 
   

 

 

   

 السنة:..         السنة 3 ابتدائي  السنة2    السنة1 إبتدائي       

       المستوى الأفقي: الأسلاك والسنوات الدراسية.

                                                                     مستوى العمق: الدروس والتعلمات.

 

تخطيط تمثيلي لتطور الكفايات حسب ما جاء به تجديد البرامج المغربية

 

4.2. كيف يدرس الأستاذ بالكفايات:

          تتمثل منهجية تدريس التربية التشكيلية بالكفايات في العمليات التالية:

1.4.2.  تحديد الكفاية التشكيلية من الدرس:

 يحدد المدرس الكفاية التشكيلية الخاصة بدرسه؛ ويشتقها من الكفايات النوعية للسنة الخامسة ابتدائي،فمثلا: الكفاية النوعية الخاصة بتعرف وتمييز وتوظيف المتعلم قراءة الصور. يشتق منها الأستاذ الكفاية الخاصة مثلا بالدرس الأول في هذه القراءة كما يلي: تعرف وتمييز وتوظيف المتعلم عناصر الصورة.

2.4.2. اشتقاق القدرات التشكيلية من الكفاية الخاصة بالدرس :

يشتق المدرس من الكفاية التشكيلية الخاصة بالدرس القدرات التي تتكون منها واحدة واحدة بتسلسل منطقي وموضوع حسب الفعل التعلمي.فلا يمكن اشتقاق قدرة تقوم على قدرة تسبقها من الناحية الفعلية؛ فمثلا لا يمكن اشتقاق قدرة التوظيف قبل قدرة التعرف والتمييز. ونقدم مثلا لاشتقاق القدرات من المثال السابق حيث الأستاذ يمكن اشتقاق القدرات التالي:

          ـ قدرة المتعلم التعرف على عناصر الصورة.

          ـ قدرة المتعلم تمييز عناصر الصورة.

ـ قدرة المتعلم توظيف عناصر تشكيليا.

 3.4.2. تحديد محتوى الدرس التشكيلي:

يحدد الأستاذ المادة التشكيلية التي سيشتغل عليها التلاميذ بالعنصر التشكيلي المستهدف،والذي سيحقق الكفاية الخاصة بالدرس التشكيلي.وتكون هذه المادة التشكيلية مرتبطة بالمجال المدروس ووحدته المقررة. وتناسب إمكانيات التلاميذ العقلية والقيمية والحس حركية.وهادفة في تعلماتها..

4.4.2. تحديد المعينات البيداغوجية والتقنيات:

يحدد المدرس المعينات البيداغوجية والتقنيات التي سيستعملها التلاميذ في تعلم محتوى الدرس التشكيلي،وتكون مناسبة للمحتوى وللتلاميذ والكفاية التشكيلية الخاصة بالدرس المدروس. وهادفة في وساطتها التدريسية..

5.4.2. تحديد التعلمات:

          يحدد الأستاذ التعلمات التي سينجزها المتعلم،والتعليمات التي سينجزها هو نفسه،والخطوات المنهجية التي سيسلكها في تدريس محتوى الدرس ، ويناسب بينها،ويراعي فيها إمكانية الأجرأة والتنفيذ دون أن تكون عائقا تعليميا أمام المتعلم..

6.4.2.  تحديد تقويم الكفاية الخاصة بالدرس:

 هذا التقويم ينصب في الأساس على معرفة مدى تحقق الكفاية التشكيلية الخاصة من الدرس عبر تقويم تعلمات التلاميذ من خلال أنشطة التقويم التي قد تكون أساسية في الدرس، ويكون في ذلك الوقت التقويم بنائيا ومدمجا. وهذا ما اعتمده هذا المؤلف التشكيلي.

 ويقوم الأستاذ مراحل الدرس كلها من خلال التقويم المندمج،ويراعي فيه قياس التعلمات التشكيلية التي تعاطى معها المتعلم دون غيرها،وتكون أنشطة التكوين مناسبة للتلاميذ ومختلف مستوياتهم التعلمية في الدرجة والنوع والكم.وتستوفي شروط ومعايير القياس. ويعتمد فيها على ما جاء في البناء النظري والمنهجي والموضوعي لها لدليله وكتاب المتعلم،ويستغل في ذلك شبكة التقويم والدعم.ويحدد مجالات الدعم بناء على معطيات التقويم..

          كما يتمثل البعد الموضوعي في غايتها من حيث المنحى المسـتـهدف من شخصية المتعلم:الوجداني أو المعرفي أو الحس حركي أو الاجتماعي.ذلك أن الكفاية في أحدها غير الكفاية في أكثر من منحى.لذا يجب على المدرس استحضار واستدعاء هذين البعدين في الكفاية عند إعداده الدروس.وترجمة الكفاية إلى قدرات تصب في المناحي السابقة.مما يستدعي الحديث عن وظيفة القدرة داخل الكفاية.

5.2. مكونات الكفاية التشكيلية:

          تتحدد مكونات الكفاية التشكيلية بمكوناتها بنيتها التي تقوم عليها،وهي:مكون المعرفة،مكون القيمة،مكون المهارة،مكون الوظيفة،مكون التأثيث.وتتكون هذه المكونات البنيوية الكبرى من مكونات صغري. ويمكن تمثيلها بالخطاطة التالية:

         

الكفاية التشكيلية

 
   

 

 

            مكون المعرفة       مكون القيمة             مكون المهارة        مكون الوظيفة       مكون التأثيت 

                   
                   
 

 

 

 

            مفاهيم تشكيلية      قيمة مادية                إنجاز حس حركي     توظيف في الحياة     وسائل، أدوات

            أفكار،رؤى         قيمة معنوية،             قدرات مهارية،..      رسم،تخطيط،هندسة،    معينات،

            تشكيلية،            قيم أخلاقية،                                       معمار،مهمة،..          تكنولوجيا،..

          معرفة تشكيلية،..     قيم مهنية،..                          

تخطيط تمثيلي لمكونات الكفاية التشكيلية

 

 

6.2. الكفايات الأساسية والنوعية  للتربية التشكيلية في السنة الخامسة ابتدائي:

1.6.2. الكفايات الأساسية:

          بما أن الكتاب الأبيض جاء بمجموعة من الكفايات الأساسية العامة،وكلها تتحقق من خلال التربية التشكيلية؛ فيمكن إيراد ما هو خاص بها في سياق صياغة المؤلف التالية:

1.1.6.2. التعبير والتواصل باللغة التشكيلية،وتوظيفها فرديا واجتماعيا بما يوثق الصلة بين الفرد والمجتمع،وبين الفرد والبيئة؛

2.1.6.2. التشبع من خلال التربية التشكيلية بالمعايير والقيم الدينية والخلقية والوطنية والإنسانية، وتفعيلها في تقدير واحترام الحضارة الوطنية والإسلامية والعربية والإنسانية؛

3.1.6.2. التشبع من خلال التربية التشكيلية بالتضامن الاجتماعي والتسامح والنزاهة وتقدير الآخر،والحوار وقبول الرأي المخالف،واحترام أسس وقواعد الديمقراطية وتفعيلها في الحياة الفردية والأسرية والمجتمعية؛

4.1.6.2. التشبع بالتربيات الحقوقية والصحية والبيئية، وترجمتها فعليا وعمليا من خلال استيفاء الحق وأداء الواجب، والوقاية الصحية، وحماية البيئة والمحافظة عليها.

5.1.6.2. المساهمة في البناء الذاتي من خلال التكوين الذاتي،وفي البناء المجتمعي من خلال ممارسة ومزاولة مهنة معينة،وتفعيلها في المجتمع وتطويرها من أجله.

6.1.6.2. اكتساب الحرية والاستقلالية الذاتية في التفكير واتخاذ المواقف والقرارات.

7.1.6.2. احترام مبدأ التنافسية،وتفعيله في الحياة الفردية والمجتمعية بما يغني ويجود ويحبر المجتمع علميا وتكنولوجيا وحضاريا.. ؛

8.1.6.2. الاعتزاز بالشخصية الذاتية، وتقدير إمكانياتها العلمية والأخلاقية والثقافية والأدائية؛

 9.1.6.2. ممارسة التفكير العلمي والمنطقي والموضوعي من خلال التربية التشكيلية في التعاطي مع الآخرين، ومع المحيط الاجتماعي، ومع البيئة؛

10.1.6.2. تنمية قدرات التخيل والابتكار والإبداع من خلال التربية التشكيلية.

2.6.2. الكفايات النوعية:

          بناء على مفهوم الكفاية النوعية الوارد في التحديد الاصطلاحي؛ تتعلق الكفايات النوعية للسنة الخامسة ابتدائي ببرنامج التربية التشكيلية كالتالي(1):

1.2.6.2. كفاية استحضار وتوظيف المفاهيم التشكيلية للسنوات الدراسية السابقة؛

2.2.6.2. كفاية تعرف وتمييز وتوظيف التدرج اللوني، من لون أولي لآخر مرورا باللون الثانوي المكون من اللونين المذكورين؛

3.2.6.2. كفاية قراءة الصورة من حيث عناصرها، ومدلولها، ونوعها، وتصنيفها، والمركبة منها، وعلاقتها بالمحيط؛

4.2.6.2. كفاية تعرف وتمييز وتوظيف المستويات من حيث القرب، والبعد، وسلم الأبعاد، والتحتية، والفوقية؛

5.2.6.2. كفاية الفضاء من تعرف وتمييز وتوظيف المنظور.

 

(1)  المنجد في اللغة والأعلام،دار المشرق،بيروت،لبنان،1987،ط:29،ص.:692.

(2)  Le Robert micro ; Paris ;France ;ED.2 ;P . :243.

(3)  المنجد في اللغة والأعلام،مرجع سابق،ص.:690.

(4) Le Robert micro ;Op.cit ;P. :172.

(5)  انظر كتابات الأستاذ د.لحسن مادي في مجلة علوم التربية،وفي كتابه المشترك،الأقسام المتعددة المستويات،منشورات مجلة علوم التربية رقم:7، 2000،الطبعة الأولى. 

  (6)   معجم علوم التربية وعلم النفس،سلسلة علوم التربية 9/10،مطبعة النجاح الجديدة،الدار البيضاء،المغرب،1994،ط:1،ص.:36.  

(7) ) De Montmollin ;M. ;LINTELLIGENCE DE LA TACHE :éléments d’ergonomie cognitive ;Berne ;Peter lang ;1986 ;P. :123

        (8)   معجم علوم التربية وعلم النفس،سلسلة علوم التربية 9/10،مطبعة النجاح الجديدة،الدار البيضاء،المغرب،1994،ط:1،ص.:36.

(9) J. Aubert et al ; Les compétences en question ;1993 ;P. :42.

 

(10)  لحسن مادي،الكفاءة كمدخل لوضع برامج تكوين المدرسين،مجلة علوم التربية،مطبعة النجاح الجديدة،الدار البيضاءنالمغرب،1996،السنة:6،المجلد:2،العدد:11،ص.ص.:47 ـ 56.

(11) G. Le  Boterf ;De la compétence ;Les éditions d’organisation ;1994 ;P :33. 

 

 (12)    محمد بنمعيزة وآخرون،بيداغوجيا الكفايات؛مصوغة تكوينية،مديرية المناهج،وزارة التربية والشباب،المملكة المغربية،مطبوع غير منشور،2003،ص.:15.

  

(13)   عبد الكريم غريب،الكفايات واستراتيجيات اكتسابها،منشورات علم التربية،مطبعة النجاح الجديدة،الدار البيضاء،المغرب،2002،ص.:73.

 

(1) Voir :M. Richard et Bis sonnettes ;Comment construire des compétences en classe ;Paris – Montréal ;2001 ;p. :9.

(2)     محمد بنمعيزة وآخرون،بيداغوجيا الكفايات؛مصوغة تكوينية،مديرية المناهج،وزارة التربية والشباب،المملكة المغربية،مطبوع غير منشور،2003،ص.:10.

  

(1)

لجان مراجعة المناهج التربوية المغربية للتعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي والتأهيلي،الكتاب الأبيض،مرجع سابق،ص.:8.

 نفسه،ص.:16. (2)

 نفسه،ص.:6. (3)

(4)  انظر المرجع السابق نفسه،ص,:16.

(1)  انظر: لجان مراجعة المناهج التربوية،المناهج التربوية للتعليم الابتدائي،وزارة التربية الوطنية المملكة المغربية،يونيو 2002،مطبوع،ص.:56.

The post الدرس التشكيلي في المدرسة الابتدائية المغربية مدخل نظري للاشتغال المنهاجي (2) appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام http://bit.ly/2Qx59iW
via IFTTT

No comments:

Post a Comment