Tuesday, May 21, 2019

أحكام الصيام

الصوم لغة: الإمساك عن الشيء، والكف عنه، قال تعالى: ” إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إنسيا[1]“.

ومعناه في الشرع: الإمساك عن شهوتي الفم والفرج أو ما يقوم مقامهما مخالفة للهوى في طاعة المولى في جميع أجزاء النهار، بنية قبل الفجر أو معه إن أمكن، فيما عدا زمن الحيض، والنفاس، وأيام الأعياد[2].

أولا: فضله

ورد في فضل الصيام عموما وفي فضل شهر رمضان خصوصا نصوص كثيرة، تبين مكانته السنية في الشريعة الإسلامية، منها أنه الشهر الذي خصه الله بنزول القرآن الكريم، قال تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى والفرقان[3]“. كما خصه الله بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر قال تعالى: ” إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)[4]“.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك[5]“.

وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين مردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنان، فلم يغلق منها باب، ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار[6]“.

وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه[7]“.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا.[8]

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فيشفعان[9].”

ثانيا: حكم صيام رمضان

صيام رمضان واجب وجوبا عينيا على كل مكلف توفرت فيه شروط الوجوب، دل على وجوبه القرآن الكريم، في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[10]“. والسنة النبوية فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان[11]“. وقد أجمعت الأمة على وجوبه، فمن جحد وجوبه فقد خرج من الملة المحمدية لإنكاره معلوما من الدين بالضرورة، ومن أقر بوجوبه وامتنع عن فعله فهو مسلم عاص.

ثالثا: شروط الصيام

تنقسم شروط الصيام إلى قسمين: شروط يتوقف عليها الوجوب، وشروط تتوقف عليها الصحة. والفرق بينهما أن ما كان داخلا في مقدور المكلف فهو شرط صحة، وما كان خارجا عن قدرته فهو شرط وجوب.

أ- شروط الوجوب:

1- البلوغ: فلا يجب الصوم على صبي، لما ورد عن علي بن أبي طالب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” رفع القلم عن ثلاث، عن المجنون المغلوب على عقله، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم[12]“. ولا يندب له، بعكس الصلاة، والفرق بينهما أن الصلاة تتكرر فتحتاج إلى التعود عليها، كما أنها لا تحتاج إلى جهد بدني، بخلاف الصيام.

2- العقل: فلا يجب الصيام على المجنون المغلوب على عقله، للحديث السابق.

3- القدرة: فلا يجب الصوم على عاجز، حقيقة كالمريض، أو حكما كالحامل والمرضع، لقوله تعالى: ” أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ [13]“.

4- الحضور: فلا يجب الصيام على مسافر مسافة قصر[14] لقوله تعالى: “فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ[15]“، وللآية السابقة. ولكن يندب له الصيام لأن شهر الصيام زمن خاص لا تضاهيه غيره من الأزمنة.

5- النقاء من دم الحيض والنفاس: فلا يجب الصيام على حائض، أو نفساء، ولكن عليهما القضاء، لما ورد عن معاذة قالت: سألت عائشة فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة. فقالت: أحرورية[16] أنت؟ قلت: لست بحرورية، ولكني أسأل. قالت: ” كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة[17]“. ولا يصح منهما إلا أن تطهر المرأة مع طلوع الفجر، فيجب عليها الصوم، وإذا شكت هل كان طهرها قبل الفجر، أو بعده، فإنها تصوم لاحتمال أن تكون طهرت قبل الفجر، وتقضيه لاحتمال أن تكون طهرت بعد الفجر.

6- دخول زمن الصوم: فلا يجب الصيام قبل رؤية هلال رمضان.

ب- شروط الصحة:

1- الإسلام: المشهور من مذهب مالك أن الكفار مخاطبون بفروع الشربعة، ولكن أفعالها لا تصح منهم إلا بعد الإتيان بالشرط الأساس، شرط التوحيد، لقوله تعالى: “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[18].”

2- الزمن القابل للصوم، في غير رمضان، أي كون اليوم غير ممنوع من الصيام فيه، كيوم العيد.

رابعا: أركان الصيام

1- تبييت النية: بالنية تتميز العادة عن العبادة، وبها يتميز الفرض من النفل، ويتميز الفرض بعضه عن بعض، فلا يصح الصيام إلا بها، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه[19]“. وعن حفصة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من لم يجمع الصيام قبل الفجر، فلا صيام له[20]“. وتكفي نية واحدة لكل صوم يجب فيه التتابع، كصوم رمضان، وصوم الكفارة، فمن نوى في أول ليلة من رمضان صيام شهر رمضان، فإن هذه النية تكفيه الشهر كله، ما لم ينقطع صومه بعذر مفسد للصوم، كالحيض، والنفاس، والجنون، والإغماء، إلا أنه يندب للمكلف تجديد النية كل ليلة.

2- الإمساك عن المفطرات: من شروط صحة الصيام الكف عن المفطرات المرتبطة بشهوتي البطن، والفرج، كالجماع، وإخراج المني، أو المذي، بفعل مقدمات الجماع، أو بسبب النظر، أو التفكر، أما إذا خرج أحدهما بنفسه، أو بلذة غير معتادة، فلا يبطل الصوم.

خامسا: أنواع الصيام

ينقسم الصيام إلى قسمين: نفل، وواجب، فأما النفل فسيأتي إن شاء الله، وأما الواجب فستة، هي: النذر، وكفارة قتل الخطأ، وكفارة الظهار، والحنث في اليمين، واختلال نسك الحج، وظهور هلال رمضان.

سادسا: ما يثبت به هلال رمضان، وشوال، وذي الحجة

يثبت هلال رمضان وشوال وذي الحجة بواحد من أمور ثلاثة، هي:

1- الرؤية المستفيضة: وهي رؤية الهلال من لدن جماعة من الناس يستحيل تواطؤهم على الكذب، كل واحد منهم يذكر أنه رآه بنفسه من غير سماع من الناس، لأن رؤيتهم تفيد العلم، ولذلك لا يشترط فيهم عدالة، ولا ذكورة.

2- رؤية الهلال من لدن عدلين، لما ورد عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أنه خطب الناس في اليوم الذي يشك فيه فقال: ألا إني جالست أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وساءلتهم، وإنهم حدثوني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، وانسكوا لها فإن غم عليكم فأكملوا ثلاثين، فإن شهد شاهدان فصوموا، وأفطروا[21]“.

3- إذا تعذرت الرؤية، فيجب إكمال عدة الشهر السابق ثلاثين يوما، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين[22]“.

سابعا: إذا رؤي الهلال في بلد هل تلزم رؤيته باق البلاد؟

من المقرر في الشريعة المحمدية أن الأمة الإسلامية أمة واحدة، قال تعالى: ” إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ[23]“، ومن المعلوم عند أهل العلم عدم جواز ” تعدد السلطان[24]“، “إذ لو تعدد الرؤساء في الأصقاع والبقاع لأدى إلى منازعات ومخاصمات موجبة لاختلال أمر النظام[25]“، مع العلم أن ” جميع بلاد الإسلام كالبلد الواحدة[26]“. ولذلك قرر أئمة المالكية أن رؤية البلد الواحد ملزمة لكل بلد يصله خبر الرؤية بشروطه المعتبرة، قال خليل- رحمه الله -: “وعم إن نقل بهما عنهما[27]“. وقد شرح الحطاب كلام خليل بقوله: “يعني أن الحكم بثبوت رمضان يعم كل من نقل إليه، إذا نقل بهما، أي بشهادة عدلين، أو نقل باستفاضة، وقوله عنهما، سواء كان المنقول عنه بشهادة عدلين، أو استفاضة، فالأقسام أربعة[28]“.

وقال الدردير – رحمه الله-: “(وعم[29]) الصوم سائر البلاد، قريبا، أو بعيدا، ولا يراعى في ذلك مسافة قصر، ولا اتفاق المطالع، ولا عدمها، فيجب الصوم على كل منقول إليه، (إن نقل) ثبوته (بهما)، أي بالعدلين، أو بالمستفيضة (عنهما)، أي عن العدلين، أو عن المستفيضة، فالصور أربع: استفاضة عن مثلها أو عن عدلين، وعدلان عن مثلهما أو عن استفاضة، ولا بد في شهادة النقل عن الشاهدين أن ينقل عن كل واحد اثنان[30]“.

هذا هو الحكم الشرعي الذي يجب على الأمة أن تسعى إلى تفعيله، أما قبل ذلك وفي ظروفنا المعاصرة، والمتنافرة، فينبغي لأهل كل قطر أن يوحدوا صيامهم، وفطرهم، تجنبا للفتنة والتشويش على العامة، فإذا كان الخلاف في هذا مرفوضا على مستوى الأمة، فرفضه على مستوى الأقطار من باب أولى، فكيف ننادي بتوحيد الرؤية في العالم الإسلامي، ثم تجد الاختلاف في ذلك في البيت الواحد، منهم الصائم ومنهم المفطر، فلنتوحد أولا في بيوتنا، ثم في القطر الواحد، ثم نسعى إلى توحيد الأمة جمعاء، مستعينين بالله، فهو حسبنا ونعم الوكيل.

ثامنا: مسنونات الصيام

1- كف اللسان، والجوارح عن فضول الأقوال، والأفعال، التي لا إثم فيها، وكفها عما فيه إثم من باب أولى، كالغيبة، والنميمة، وشهادة الزور، وظلم الناس، لقوله تعالى: “إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا[31]“.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه[32]

وعن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم: ” أمر الناس أن يصوموا يوما، ولا يفطرن أحد حتى آذن له، فصام الناس، فلما أمسوا جعل الرجل يجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: ظللت منذ اليوم صائما فأذن لي في الفطر، فيأذن له، حتى جاء رجل فقال: يا رسول الله إن فتاتين من أهلك ظلتا منذ اليوم صائمتين، فأذن لهما فلتفطرا، فأعرض عنه، ثم عاد إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ما صامتا، وكيف صام من ظل يأكل لحوم الناس، اذهب فمرهما إن كانتا صائمتين أن يستقيئا، ففعلتا، فقاءت كل واحدة منهما علقة علقة “، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم: فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” لو ماتتا أو بقيا فيهما لأكلتهما النار[33].”

2- الحرص على فعل السحور، مع تأخيره، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” تسحروا فإن في السحور بركة[34]“.

وعن العرباض بن سارية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان، فقال: ” هلموا إلى الغداء المبارك[35]“.

وأما الدليل على أن تأخيره سنة، فما ورد عن أنس بن مالك: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت: ” تسحرا فلما فرغا من سحورهما، قام نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، فصلى”، قلنا لأنس: كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال: ” قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية[36]“.

وعن سهل بن سعد يقول: ” كنت أتسحر في أهلي، ثم يكون سرعة بي، أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم[37]“.

ويندب أيضا السحور بالتمر، لما ورد عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” نعم سحور المؤمن التمر[38]“.

3- تعجيل الفطر، بعد تحقق الغروب مباشرة، وقبل صلاة المغرب، حتى لا يبقى القلب معلقا بالطعام، أثناء الصلاة، لأن ذلك ينافي الخشوع المطلوب في الصلاة، فعن القاسم بن محمد قال: دخل بعض بني أخي عائشة إليها، فقام إلى المسجد، فقالت له: اجلس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” لا يصلي أحدكم بحضرة طعام، ولا هو يدافع الأخبثين[39]“. شريطة ألا يشتغل بالأكل حتى يخرج الصلاة عن وقتها.

والأولى أن يكون الفطر بثمرات وترا، فإن لم يجد الصائم ذلك حسا حسوات من ماء، لما ورد عن أنس بن مالك قال: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء[40]“.

4- الدعاء عند الفطر، لما ورد عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يا علي، إذا كنت صائما في شهر رمضان فقل بعد إفطارك: اللهم لك صمت، وعليك توكلت، وعلى رزقك أفطرت، يكتب لك مثل من كان صائما من غير أن ينقص من أجورهم شيئا[41].”

وقد استحسن العلماء أن يقول الصائم عند فطره: ” اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، أو يقول: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله[42]“.

تاسعا: مكروهات الصيام

يكره للصائم فعل أمور منها:

1– ذوق شيء له طعم كالقدر، والملح، والعسل، ووضع الدواء في الفم.

2- فعل مقدمات الجماع، كالقبلة، واللمس، وذلك إن علمت السلامة، وإلا حرم، فعن الأسود ومسروق قالا: سألنا عائشة رضي الله عنها أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر وهو صائم؟ فقالت: نعم، ولكنه كان أملك لأربه منكما أو لأمره ” الشك من أبي عاصم[43]“. وعن عطية قال: سأل شاب ابن عباس: أيقبل وهو صائم؟ قال: لا، ثم جاء شيخ فقال: أيقبل وهو صائم؟ قال: نعم، قال الشاب: سألتك أقبل وأنا صائم فقلت: لا، وسألك هذا أيقبل وهو صائم فقلت: نعم، فكيف يحل لهذا ما يحرم علي ونحن على دين واحد؟ فقال له ابن عباس: إن عروق الخصيتين معلقة بالأنف، فإذا شم الأنف يتحرك الذكر، وإذا تحرك الذكر دعا إلى ما هو أكبر من ذاك، والشيخ أملك لإربه[44].”

3- شم الطيب نهارا، لأنه من جملة شهوة الأنف، الذي يقوم مقام الفم، ولأنه محرك للشهوة.

4- الوصال بالصوم، وهو سرد الصوم بلا فطور ولا سحور، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: ” نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال، ” قالوا: إنك تواصل، قال: ” إني لست مثلكم إني أطعم وأسقى[45]“.

5- الحجامة: تكره الحجامة للصائم مخافة الضعف، فعن شداد بن أوس قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البقيع زمان الفتح، فنظر إلى رجل يحتجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أفطر الحاجم والمحجوم[46]“. وسئل أنس بن مالك رضي الله عنه: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ قال: ” لا، إلا من أجل الضعف[47]“.

6- صيام يوم الشك: يكره صيام يوم الشك، وقيل يحرم، لما ورد عن عمار قال: ” من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم[48]“. وقد اختلف الفقهاء في بيان يوم الشك المنهي عن صيامه فذهب المالكية إلى أنه عندما “تكون السماء مغيمة ليلة ثلاثين ولم تثبت الرؤية فصبيحة تلك الليلة هو يوم الشك، وعن الشافعية يوم الشك أن يشيع على ألسنة من لا تقبل شهادته أن الناس قد رأوا الهلال، ولم يثبت ذلك[49]“.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – سورة مريم، الآية.

[2] – الذخيرة، ج 2، ص 285.

[3] – سورة البقرة، الآية 185.

[4] – سورة القدر، الآية 1-5.

[5] – صحيح البخاري.

[6] – صحيح ابن خزيمة.

[7] – صحيح البخاري.

[8] – صحيح البخاري.

[9] – رواه الحاكم في المستدرك.

[10] – سورة البقرة، الآية 183.

[11] – صحيح البخاري.

[12] – رواه الحاكم في المستدرك.

[13] – سورة البقرة، الآية 184.

[14] – مسافة القصر هي 48 ميلا، أي حوالي بضع وثمانون كيلومتر.

[15] – سورة البقرة، الآية 185.

[16] – طائفة من الخوارج، نسبوا إلى حروراء.

[17] – صحيح مسلم.

[18] – سورة آل عمران، الآية 85.

[19] – صحيح البخاري.

[20] – سنن الترمذي.

[21] – السنن الصغرى للنسائي.

[22] – صحيح البخاري.

[23] – سورة الأنبياء، الآية 92.

[24] – حاشية العدوي، ج2 ص 375.

[25] – شرح المقاصد، سعد الدين التفتازاني، ج 5 ص 238.

[26] – حاشية العدوي، ج 2، ص 377.

[27] – مواهب الجليل، ج3، ص 151.

[28] – مواهب الجليل، ج3، ص 151.

[29] – الكلام الذي بين معقوفتين للشيخ خليل، وما سواه للدردير.

[30] – حاشية الدسوقي، ج 1، ص 796.

[31] – سورة الإسراء، الآية 36.

[32] – صحيح البخاري.

[33] – شعب الإيمان للبيهقي.

[34] – صحيح البخاري.

[35] – صحيح ابن حبان.

[36] – صحيح البخاري.

[37] – صحيح البخاري.

[38] – صحيح ابن حبان.

[39] – مصنف ابن أبي شيبة.

[40] – المستدرك على الصحيحين.

[41] – المطالب العالية.

[42] – حاشية العدوي، ج 2، ص 282.

[43] – شرح معاني الآثار للطحاوي.

[44] – المعجم الكبير للطبراني.

[45] – صحيح البخاري.

[46] – صحيح ابن حبان.

[47] – صحيح البخاري.

[48] – صحيح البخاري.

[49] – حاشية العدوي، ج 2، ص 284.

The post أحكام الصيام appeared first on منار الإسلام.



from منار الإسلام http://bit.ly/2Jz4P2n
via IFTTT

No comments:

Post a Comment