يقال: أستاذٌ مبرِّزٌ أي كفء وفائق لأقرانه في تخصصه أو مجموعه. وبرَّزَ الأستاذُ الطلبةَ المجدّين أي أظهرهم وعرف كيف يستثمر قدراتهم، فهو مبرِّز، والطلبة مبرَّزون.
وقد يوصف الطالب بكونه مبرِّزاً أي سابقا لأقرانه في الجد والاجتهاد، وهذا ما نطقت به المعاجم العربية. قال الزبيدي: “وبَرَّزَ تَبْرِيزاً: فاقَ على أصحابِه فَضْلاً أو شجاعةً… بَرَّزَ الفرَسُ على الخَيل تَبْرِيزاً: سَبَقَها. وقيل: كُلّ سابقٍ مُبَرِّزٌ. وإذا تَسابَقَت الخيلُ قيل لسابِقها: قد بَرَّزَ عليها…وبَرَّزَهُ تَبْرِيزاً: أَظْهَرَه وبيَّنَه، ومنه قَوْلُهُ تَعالى: (وبُرِّزَت الجحيمُ) [الشعراء: 91 والنازعات: 36] أي كُشف غطاؤها” . ومن هذا المعنى قول خليل في مختصره في باب الشهادات: “وَقُدِحَ فِي الْمُتَوَسِّطِ بِكُلٍّ، وَفِي الْمُبَرِّزِ بِعَدَاوَةٍ وَقَرَابَةٍ”، ويقولون: بَرَّزَ الشاهدُ أَيْ فَاقَ الشَّاهِدُ أقرانه فِي عَدَالَتِهِ، وَهُوَ لَازِمٌ وَاسْمُ فَاعِلِهِ مُبَرِّزٌ أَيْ ظَاهِرُ الْعَدَالَةِ سَابِقٌ غَيْرَهُ مُقَدَّمٌ فِيهَا، وَأَصْلُهُ مِنْ تَبْرِيزِ الْخَيْلِ فِي السَّبَقِ وَتَقَدُّمِ سَابِقِهَا وَهُوَ الْمُبَرِّزُ لِظُهُورِهِ وَبُرُوزِهِ. وقال صاحب تحفة الحكام ابن عاصم رحمه الله في منظومته في القضاء:
ولأخيهِ يشْهَدُ الْمُبَرِّزُ إلاَّ بما التُّهْمَةُ فيهِ تَبْرُزُ
وأما قول الناس: أستاذ مبرَّز بالفتح فهو باعتبار ما كان أو من باب إطلاق اسم المفعول وإرادة اسم الفاعل، وكلاهما مجاز، وهو خلاف الأصل كما هو مسطور عند أهل البيان.
The post مبرَّز ومبرِّز appeared first on منار الإسلام.
from منار الإسلام http://bit.ly/2PRnPtC
via IFTTT
No comments:
Post a Comment